عاجل:

قبل أن يهدم ترمب البيت الأبيض.. بنى أردوغان قصره الأبيض (واشنطن بوست )

  • ٧٠

إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل 

طالما كان هناك حضارة بشرية كان هناك قادة لديهم مشاريع تافهة .. فبعد أقل من عام على ولايته الثانية التي اتسمت بقدرته على تدمير الأشياء، استخدم ترمب مطرقة ثقيلة لتدمير البيت الأبيض "حرفياً" بهدف بناء شيء أكثر واقعية وعلى صورته.

تعد عملية تجديد الأبنية الرسمية أمراً عادياً في جميع البلدان، وقد خضع البيت الأبيض لعدد لا يحصى من عمليات التجديد على مدار تاريخه، ولكن منتقدو ترمب يشيرون إلى ضياع الإرث التاريخي للبيت الأبيض والغموض الذي يكتنف العملية والمسائل الأخلاقية الواضحة التي تحيط بالتبرعات المؤسسية التي تمول البناء، حيث تقول النائبة الديمقراطية تشيلي بينغري: "إن البيت الأبيض ملك للشعب وليس لترمب".

وفيما يتعلق بأردوغان فقد كشف قبل أحد عشر عاماً عن تحديث أكثر دراماتيكية لعاصمة بلاده، حيث كان الرئيس التركي أردوغان قد تولى حينها السلطة كرئيس للوزراء لأكثر من عقد من الزمن وأراد ترسيخ إرثه السياسي بقصر رئاسي جديد في العاصمة يعكس حكمه. كان قصر كانكايا وسط مدينة أنقرة هو مقر إقامة كل الرؤساء الأتراك منذ تأسيس الجمهورية عام 1923، لكنه لم يعد يفي بالغرض برأي أردوغان لذلك تم تشييد مجمع ضخم "القصر الأبيض" على قمة تل تملؤه الأشجار. يفوق هذا القصر مساحة البيت الأبيض ويضم 1100 غرفة مزخرفة ومجموعة مهيبة من الأعمدة الرخامية العملاقة ومرافق تحت الأرض عالية التقنية ومسجداً يتسع لآلاف المصلين. كان أسلوبه المعماري مستوحى من الماضي العثماني ولكن أيضاً، كما رأى أحد النقاد، من الإيماءات الوحشية للفاشية في أوائل القرن العشرين. بلغت تكلفته 615 مليون دولار على الأقل أي ضعف التقدير الأولي، وتجاهل أردوغان المحاولات القانونية لوقف تدمير الأراضي المحمية حول القصر حيث شهدت اسطنبول حركة احتجاجية واسعة ضد ما يُنظر إليه على أنه انجراف أردوغان نحو الاستبداد. كان معارضو أردوغان ينظرون إلى المجمع على أنه تجسيد لنظام سياسي مثير للقلق، وسخر أحد شخصيات المعارضة في ذلك الوقت من أن القصر الجديد يجعل الملكة إليزابيث الثانية "تبدو فقيرة"، وقصر الكرملين الروسي "يبدو كمرحاض خارجي". لم يتأثر أردوغان بذلك وقال للصحفيين في ذلك الوقت: "يجب أن تُثبت تركيا الجديدة نفسها من خلال شيء جديد".

لقد شهد العقد الذي تلا الكشف عن "القصر الأبيض" ترسيخ أردوغان لحكمه وإرثه، حيث تفوق على خصومه السياسيين إما من خلال انتخابات لم تكن متكافئة أبداً أو من خلال القمع المطلق مع اعتقال مشرعين بارزين ومنافسين محتملين.

المنشورات ذات الصلة