وجّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع انتقاداً حاداً إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، معتبراً أن أداءه يشكّل مخالفة صريحة للدستور والنظام الداخلي للمجلس واعتداءً على حقّ الأكثرية النيابية.
وأشار جعجع في بيان له إلى أن الرئيس بري سبق أن أشرف على انتخاب رئيسين للجمهورية من دون أي تعديل دستوري، رغم أن انتخابهما كان يستوجب تعديلاً في الدستور، مبرّراً ذلك في حينه بأن أكثرية كبرى، تفوق الأكثرية المطلوبة لتعديل الدستور، وافقت على هذا التوجّه، ما اعتبره بمثابة تعديل ضمني للدستور.
وأضاف جعجع أن الرئيس بري اليوم يتجاهل اقتراح القانون المعجّل المكرّر الذي وقّع عليه أكثر من 67 نائباً، أي ما يفوق الأكثرية المطلقة في المجلس النيابي، متسائلاً كيف يسمح لنفسه أن يضرب عرض الحائط بإرادة هذه الأكثرية؟
ولفت إلى أن الذرائع التي يسوقها بري بالتمسك بالنظام الداخلي للمجلس تسقط من أساسها، لأن هذا النظام نفسه خاضع لإرادة الأكثرية المطلقة التي تملك صلاحية تعديله أو تفسيره، مشدداً على أن ما يقوم به الرئيس بري لا يعيق فقط عمل المجلس النيابي، بل يضرب أيضاً مبدأ قيام الدولة الفعلية التي يتطلع إليها اللبنانيون.
وفي هذا الإطار، دعا جعجع جميع النواب من مختلف الكتل والانتماءات إلى عدم حضور الجلسة التي دعا إليها الرئيس بري يوم غد، تعبيراً عن الاستياء العام من الطريقة التي يُدار بها المجلس النيابي، مطالباً بري بخطوة إيجابية أولى، ولو رمزية، تدل على نيّته في تصويب المسار.
وختم جعجع دعوته بالتشديد على ضرورة إدراج اقتراح القانون المعجّل المكرّر الرامي إلى إلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب على جدول أعمال الجلسة المقبلة، كي تكون مناسبة لتصحيح المسار والبتّ بالقوانين المطروحة بما ينسجم مع إرادة الأكثرية النيابية.