عكست الحركة الدبلوماسية - الأمنية، الأميركية والعربية، في اليومين الماضيين حساسية المرحلة التي يمرّ بها لبنان، بما يُذكّر بالأجواء التي أعقبت اتفاق غزة، خصوصاً مع دخول الجانب المصري على الخط لاحتواء أي تصعيد عسكري إسرائيلي محتمل.
وعلمت «الأخبار» أن ما سمعه المسؤولون اللبنانيون لم يكن تهديدات مباشرة، بل «نصائح» وتحذيرات دبلوماسية مبطّنة. وكشفت مصادر مطّلعة أنّ رشاد، الذي لعب دوراً محورياً في التوصّل إلى هدنة غزة، «نقل إلى الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام أجواء الجهود المبذولة بشأن غزة، وأبدى استعداداً مصرياً للعب دور أساسي في الأزمة اللبنانية»، مؤكّداً أنّ «مصر قادرة على المساعدة بفضل علاقاتها الإقليمية والدولية، وعلى لبنان أن يتعاون لأن ذلك هو الحل الوحيد لكي لا تذهب الأمور نحو الأسوأ».
أما بالنسبة إلى أورتاغوس، فأكّدت مصادر مطّلعة أن لقاءها مع عون «لم يكن سلبياً أو متوتّراً، لكنها تحدّثت بصراحة عن ضرورة أن يضاعف الجيش جهوده لاستكمال تنفيذ الخطة التي أقرّتها الحكومة». وكرّرت ما قاله رشاد حول أهمية البناء على الأجواء الإيجابية التي خلّفها اتفاق غزة، مشيرة إلى أن «الفرصة متاحة لتثبيت الهدوء في لبنان إذا تمّ تطوير الأطر القائمة للتنسيق». وفي هذا السياق، طرحت تفعيل عمل لجنة «الميكانيزم» وتوسيع صلاحياتها لتشمل كل الحدود اللبنانية، لا الجنوب فقط، إضافةً إلى إشراك دبلوماسيين في عضويتها.