عاجل:

"جي دي فانس" يلقي بظلاله القاتمة على علاقات الولايات المتحدة بإسرائيل (التلغراف)

  • ٦٨

"إيست نيوز" - ترجمة باسم اسماعيل 

مساء الأربعاء الماضي في جامعة مسيسيبي ألقى نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس خطاب أمام حشد من الطلاب، وبعد الخطاب أجاب على أسئلتهم حيث طرح اثنان منهم أسئلة معادية لإسرائيل، وبدلاً من الرد عليهما بدا فانس وكأنه يؤيد إلى حد كبير عداء الطلاب .. وهذا أمر جديد بالنسبة لشخصية بارزة في السياسة الجمهورية.

من الطبيعي أن يُجيب بأن السياسة الخارجية الأميركية يجب أن تضع "المصالح الأميركية" في المقام الأول، ولكن ما يختلف في عهد ترمب هو أن تلك المصالح تُفهم من منظور معاملات تجارية وليس من منظور علاقات طويلة الأمد. هكذا بدت إجابة فانس للطلاب وكأنها تضع العلاقات الأميركية الإسرائيلية في إطار معاملات تجارية مستقلة أكثر منها في إطار رابطة قوية وطويلة الأمد تعود بالمنفعة المتبادلة. هذا التغيير في الإطار مهم وهو ليس خبراً ساراً لإسرائيل.

كما عرض فانس رؤية قوية حول فكرة أن أميركا دولة مبنية على أسس "القيم المسيحية"، وذهب أبعد من ذلك وناقش المسألة الدستورية المتعلقة بالفصل بين الكنيسة والدولة، وأشار إلى أنه يريد أن يرى المزيد من الاعتراف الرسمي بأمريكا كدولة مسيحية. النقطة الحاسمة هنا هي "الاعتراف الرسمي".

لقد أصبح الحزب الجمهوري حزباً شعبوياً، والهجمات على إسرائيل والدعوات إلى فرض قيود أكثر صرامة على الدعم الأميركي للدولة اليهودية من المرجح أن تتزايد في هذه البيئة الشعبوية التي يمثلها الحزب الجمهوري اليوم. كما يبدو أن الشراكة الأمنية مع إسرائيل أصبحت أقل قيمة بالنسبة لواشنطن الآن بعد أن تم احتواء إيران وتحويل انتباه الولايات المتحدة إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

حتى الآن لم يذهب فانس بعيداً في مسار معاداة إسرائيل، ومع ذلك فإن موقفه مقلق لأولئك الذين يؤيدون تحالفاً قوياً بين الولايات المتحدة وإسرائيل .. آراؤه مهمة ليس فقط لأنه نائب الرئيس ووريث ترمب المفترض، ولكن لأنه يعبر عن وجهة نظر متنامية بين الشعبويين الجمهوريين، وإذا أصبحت آراؤه "سياسة أميركية" فسوف تمثل نقطة تحول كبيرة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، ولن يكون هذا التحول للأفضل بالنسبة لإسرائيل أو للشرق الأوسط أو لأميركا.

المنشورات ذات الصلة