بلغت الضغوط على لبنان ذروتها سياسيًا وميدانيًا، مع تصاعد المواقف الدولية حيال أزمته الداخلية وتداعيات التوتر مع إسرائيل.
فقد وصف المبعوث الرئاسي الأميركي توم برّاك لبنان بأنه "دولة فاشلة"، في تصريح أثار تفاعلاً سياسيًا واسعًا. وفي المقابل، صعّدت إسرائيل تهديداتها بالعودة إلى الحرب ضد "حزب الله"، ما زاد من منسوب القلق الداخلي.
من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو دعم بلاده لرئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية "لتحقيق أهداف وقف النار مع إسرائيل"، داعيًا إلى نزع سلاح "حزب الله" وانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس الحدودية المتنازع عليها. كما أعرب عن استعداد فرنسا لاستضافة مؤتمر لإعادة إعمار لبنان، مشددًا على ضرورة مواصلة الإصلاحات الاقتصادية لجذب المانحين الدوليين.
وفي السياق نفسه، علّق المبعوث الأميركي السابق إلى لبنان آموس هوكستين على توصيف برّاك للبنان بـ"الدولة الفاشلة"، معتبرًا أن "البلاد تواجه تحديات اقتصادية ضخمة"، وداعيًا المجتمع الدولي إلى "تحمّل مسؤوليته في دعم إعادة إعمار لبنان"، على غرار ما يُحضّر له في غزة.
أما داخليًا، فأبلغت مصادر سياسية صحيفة "نداء الوطن" أن موقف رئيس الجمهورية من التفاوض "ينطوي على محاولة لشراء الوقت تجنّبًا لضربة حتمية"، مشيرة إلى أن خيار التفاوض "يأتي ضمن أولويات المصالح الأميركية"، لكنه "لا يطوي مطلب تنفيذ الدستور بنزع سلاح حزب الله". وخلصت المصادر إلى أن "التفاوض يشكل وسيلة لتأجيل المواجهة، بانتظار تبلور التطورات الإقليمية المقبلة".