أشارت مصادر مطلعة على أجواء بعبدا لـ"الديار" إلى أن دعوة رئيس الجمهورية للانخراط في مسار المفاوضات غير المباشرة تنطلق من قناعة متنامية بضرورة كسر الحلقة المفرغة التي تدور فيها التطورات السياسية والأمنية، في وقت تتعامل فيه إسرائيل بمنطق المنتصر، وسط غياب أي ضغط أميركي فعلي على تل أبيب.
وأوضحت المصادر أن هذا الواقع دفع لبنان إلى المبادرة بطرح فكرة المفاوضات غير المباشرة، في ظل إجماع وطني واسع – رسمي وشعبي – على هذا الخيار، بهدف تجنيب لبنان مزيداً من الدمار، والسعي إلى تحقيق وقف جدي لإطلاق النار، رغم غياب أي إجابات إسرائيلية واضحة حتى الساعة.
وفي معرض ردها على كلام المبعوث الأميركي توم براك الأخير، قالت المصادر إنّ «من حقه أن يقول ما يشاء، كما أنّ من حق لبنان أن يتصرّف وفق مقتضيات مصلحته الوطنية»، مؤكدة أنّ بيروت غير معنية بدعوته التي تعبّر عن رغبة إسرائيلية متكرّرة وصلت عبر أكثر من قناة.
وختمت المصادر بالتشديد على أنّ الموقف اللبناني واضح وثابت، وأنّ بيروت قدّمت أقصى ما يمكن تقديمه في سبيل حماية سيادتها والسعي إلى تهدئة شاملة تحفظ أمنها واستقرارها.