خاص – "ايست نيوز"
من" دعوته" الجيش الى "التصدي" للتوغل الإسرائيلي، الى طرح" التفاوض" من دون تحديد ماهيته كخيار بديل عن الحرب، موقفان في غضون أسبوع واحد أطلقهما رئيس الجمهورية جوزاف عون أثارا عاصفة تساؤلات.
الموقف الأول لقي بداية ترحيبا استثنائيا من الثنائي الشيعي وجمهور المقاومة فيما تسبب الطرح التفاوضي بصدمة لدى الفريق نفسه خصوصا انه أتى بعد فترة زمنية قصيرة من التصريح الأول .
موقف الرئيس عون من التفاوض كما يعتبر كثيرون ليس الخيار الافضل لكنه خيار الضرورة الذي "لا بد منه" من منطلق ان لغة التفاوض أفضل من لغة الحرب فمن الواضح كما تقول مصادر سياسية لموقع "ايست نيوز" ان الرئيس عون تقصد توجيه عدة رسائل، الرسالة الأبرز الى الداخل مفادها ان التفاوض هو الوسيلة الوحيدة للهروب من حرب وشيكة تنوي إسرائيل تنفيذها بعد ان وصلت تهديدات نتنياهو الى بيروت واصبحت الحرب "مسألة وقت" وفق ما ينقل عن الموفدين الدوليين وحسب رواية الإعلام الاسرائيلي.
ورسالة ثانية من بعبدا الى المجتمع الدولي فحواها ان لبنان لا يريد الحرب ويلتزم وقف إطلاق النار وقابل للحلول الدبلوماسية ولتبيان ان الرفض يأتي من العدو الإسرائيلي.
في قراءة دقيقة لما قصده الرئيس تقول المصادر ان طرح التفاوض استند الى ما جرى سابقا في نموذج الحدود البحرية لحل النقاط المتنازع عليها مقابل تراجع إسرائيل عن الحرب. اما فيما يخص دعوة الجيش الى التصدي عقب حادثة بليدا فتقول المصادر ان الاعتداءات أصابت صدقية الدولة وكرامتها في ظل انتشار الجيش جنوب الليطاني اثر الهجوم على بلدية بليدا وقتل موظف حيث كان من الطبيعي ان يطلب الرئيس وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة من المؤسسة العسكرية التصدي لأي توغل اسرائيلي.
ومع ان طلب عون أعاد الدور الطبيعي للجيش المدافع عن الوطن كسائر جيوش العالم وثبت ان الغاية منه تظهير دور الجيش وتثبيت وظيفته الدفاعية لكنه يأتي أيضا في سياق السعي لملء الفراغ الذي كانت تشغله حركات المقاومة على الساحة الجنوبية، وان كان هناك من قرأ دلالات سياسية عكست تطورا وانحيازا الى "حزب الله."
بصورة عامة ترك الطلب الرئاسي ارتياحا لبنانيا عاما وفي قلب المؤسسة العسكرية وجمهور المقاومة. وتؤكد مصادر مطلعة ان الموقف ليس سياسيا ولم يكن من الواجب توظيفه في معادلة "جيش وشعب ومقاومة" لأن الدفاع عن الأرض موقف سيادي يتناغم مع قرار "حصرية السلاح" من جهة ومواجهة تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته من جهة اخرى.
في المقابل يرى فريق سياسي ان موقف الرئيس من التفاوض والتصدي في آن واحد وجهان لغاية واحدة، فالدعوة موجهة الى حزب الله للتموضع وراء الدولة والجيش في رسالة واضحة ان الجيش هو القوة الوحيدة على ارض الجنوب التي تحمي الوطن وتحفظ السيادة.