عاجل:

رسائل ضاغطة..

  • ١٠٠

جاء في مانشيت "اللواء":

وسط الترقب والحذر مما يأتي من رسائل دولية ضاغطة على لبنان وعاجزة عن وقف التصعيد الاسرائيلي الراهن ولمرتقب ان يتصاعد تدريجيا حسب الاعلام العبري، برغم المساعي العربية الدبلوماسية التي لم تصل بعد الى أي نتيجة، وصل مساء امس إلى مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت وفد من وزارة الخزانة الاميركية ويترأس الوفد نائب مساعد الرئيس الاميركي لشؤون الارهاب سيباستيان غوركا ويضم وكيل وزارة الخزانة الاميركية لشؤون الارهاب جون هيرلي، ورودولف عطالله المتخصص بمكافحة الارهاب في مجلس الامن القومي الاميركي. والتقيا مساء رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي يغادر اليوم الى بلغاريا. على ان يتابع جولته اليوم بلقاءات مع رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الداخلية العميد احمد الحجار ووزيرالعدل عادل نصار ووزير المال ياسين جابر وحاكم مصرف لبنان المركزي كريم سعيد. وينهي جولته بمؤتمر صحافي يعلن فيه نتائج الزيارة.

 وذكرت معلومات غير رسمية ان الوفد يحمل رسالة حازمة تتعلق بـ «ضبط تبييض الأموال والعمليات المالية غير الشرعية في لبنان، لا سيما موضوع تمويل حزب الله من ايران عبر الحدود الشرقية، وضرورة العمل على وقف مصادر التمويل، اضافة الى الاصلاحات المالية التي يجريها لبنان».

وبحث الوفد مع الرئيس عون «في الاجراءات العملية التي يقوم بها لبنان لوقف تبييض الاموال وتمويل الارهاب والعمليات المالية غير الشرعية من الخارج الى داخل لبنان».

وحسب المعلومات الرسمية ، تناول البحث ايضا الاتصالات الجارية مع صندوق النقد الدولي والسبل الآيلة إلى التوصل إلى اتفاق مع الصندوق في اطار دعم لبنان للمساعدة في إخراجه من الوضع الاقتصادي الراهن. كما تناول البحث الخطوات الواجب اعتمادها لإنعاش القطاع المصرفي من جديد ليكون انسياب المال طبيعياً ووفق النظم المالية المعتمدة دوليا.

وأبلغ الرئيس عون الوفد: ان لبنان يطبق بصرامة الاجراءات المعتمدة لمنع تبييض الاموال او تهريبها او استعمالها في مجال تمويل الارهاب، ويعاقب بشدة الجرائم المالية مهما كان نوعها.

وأشار الرئيس عون الى انه تندرج في اطار هذه الاجراءات، اقرار مجلس النواب لقانون تعديل قانون السرية المصرفية واعادة هيكلة المصارف، وكذلك التعاميم التي تصدر عن مصرف لبنان في هذا الشأن.

اضاف: إن الحكومة في صدد انجاز مشروع قانون ما يعرف بالفجوة المالية والذي من شأنه ايضا ان يساعد في انتظام الوضع المالي في البلاد.

وتابع رئيس الجمهورية: انه في موازاة الاجراءات المالية المتخذة، يعمل الجيش والأجهزة الامنية على ملاحقة الخلايا الارهابية وإحالة أفرادها إلى القضاء المختص، وبالتالي احباط اي محاولة لزعزعة الامن والاستقرار في المناطق اللبنانية كافة.

وعن الوضع في الجنوب، اكد الرئيس عون «ضرورة الضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة على لبنان وإلزامها تطبيق القرار ١٧٠١ والاتفاق الذي تم التوصل اليه في العام الماضي، ما يؤدي إلى استكمال انتشار الجيش حتى الحدود الجنوبية وتفعيل الخطة التي وضعتها قيادة الجيش لتطبيق قرار حصرية السلاح».

وجدد الرئيس عون التأكيد ان «خيار التفاوض الذي اعلن عنه مرارا ينطلق من ان الحرب لم تؤد إلى اي نتيجة، غير ان التفاوض يحتاج إلى مناخات ملائمة أبرزها وقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في الجنوب»، لافتاً الى ان «هذا الخيار يلقى دعم الولايات المتحدة الأميركية ودول اخرى».

من جهته، اكد الوفد الأميركي «الاستعداد لمساعدة لبنان في سعيه لتحقيق الامن والاستقرار في الجنوب ودعم الجيش لبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة، وإلغاء المظاهر المسلحة وتمكين القوى الامنية الشرعية من القيام بدورها كاملا».

وفي السياق، أفاد جون هيرلي قبل زيارته لبنان في اسطنبول، إحدى محطات جولة له في تركيا والإمارات وإسرائيل، تهدف إلى زيادة الضغط على إيران، «بأنّ الولايات المتحدة تسعى للاستفادة من فرصة سانحة في لبنان تستطيع فيها قطع التمويل الإيراني عن «حزب الله» والضغط عليه لإلقاء سلاحه».

وذكر هيرلي « إنّ إيران تمكّنت من تحويل نحو مليار دولار إلى حزب الله هذا العام على الرغم من مجموعة من العقوبات الغربية التي أضرّت باقتصادها». وقال:إنّ هناك فرصة سانحة في لبنان الآن. إذا استطعنا أن نجعل حزب الله يلقي سلاحه، يمكن للشعب اللبناني أن يستعيد بلده.

وأضاف: أنّ المفتاح في ذلك هو التخلّص من النفوذ والسيطرة الإيرانية التي تبدأ بكل الأموال التي يضخونها لحزب الله.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان تكرار الرئيس جوزاف عون امام الوفد الأميركي امس مسألة التفاوض واعتباره خيارا يعني عدم التراجع عن هذا التوجه، واشارت الى انه لم يبدل موقفه القائل ان هذا الخيار يحتاج الى وقف الاعمال العدائية وتحقيق الأستقرار في الجنوب، مؤكدة ان لا شيء جديدا في هذا المجال وبالتالي ما يزال الموضوع في اطار المواقف حتى ان ما من ردود عليه.

وأفادت هذه المصادر ان المسعى المصري المقترح بين لبنان واسرائيل قد يتحرك من جديد دون معرفة مصيره في الوقت الذي تغيب فيه أية مبادرات جدية ضمن هذا الإطار.

المنشورات ذات الصلة