تستهدف السعودية زيادة مساهمة نشاط قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى 35% بحلول 2030، السعودية، مقارنة بنسبة تبلغ حوالي 20% حاليًا، وذلك بهدف تعزيز مكانة المملكة بصفتها مركزًا عالميًا لهذا النشاط، لكن هذا الهدف الطموح يصطدم بعدة عقبات يأتي على رأسها التمويل.
وفي هذا الصدد، نظمت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” السعودية الأسبوع الماضي ملتقى “بيبان 2025” على مدى أربعة أيام تحت عنوان “وجهة عالمية للفرص”، بهدف دعم وتمكين رواد الأعمال والشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وتوسيع قدراتهم التنافسية
وشهد الملتقى على مدار فعالياته توقيع اتفاقيات ومبادرات ومذكرات تفاهم إطلاقات بلغت قيمته الإجمالية أكثر من 38 مليار ريال، في حين وصل عدد زوار الملتقى أكثر من 100 ألف زائر.
ويقول وزير الاستثمار خالد الفالح، إن نشاط قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في السعودية لا يزال دون مستوى الطموح، إذ إن مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي لا تتعدى 20% حاليًا.
وأشار الفالح خلال فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، أن هذا القطاع يمثل القاعدة الأعرض في “الهرم الاقتصادي” السعودي، لكنه يحتاج إلى مزيد من التمويل والابتكار والتوسع المؤسسي ليلعب دوره الكامل في دعم الاقتصاد غير النفطي.
وقال: “رؤية 2030 تجاوزت المستهدفات في كثير من المجالات، لكننا ما زلنا متأخرين في مجال المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وسنركز عليه في المرحلة المقبلة”.
وقفز عدد العاملين في المنشآت المتوسطة والصغيرة بالسعودية من 4.7 مليون عند إطلاق رؤية 2030، إلى حوالي 7.8 مليون عامل حاليًا، لكن حصة هذه المنشآت من إجمالي قروض البنوك في المملكة لم تتجاوز حتى نهاية العام الماضي 10% من محافظ البنوك التمويلية.
حصيلة الملتقى
شهد اليوم الأول من ملتقى “بيبان 2025” توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وإطلاق العديد من المبادرات الريادية والتمويلية بقيمة مالية تجاوزت 22.3 مليار ريال، وذلك؛ بهدف دعم ريادة الأعمال في مختلف المجالات، بما يسهم في تنويع أدوات التمويل وتوسيع الفرص أمام رواد ورائدات الأعمال لتطوير أعمالهم وتنمية مشاريعهم.
في اليوم الثاني، وقعت “منشآت” 22 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وإطلاق 5 من المبادرات الداعمة والممكنة، التي تعكس حرص مختلف الجهات على دعم ريادة الأعمال وتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وبلغت حصيلة الاتفاقيات والإطلاقات التي وقعتها “منشآت” في اليوم الثالث، 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم، و7 إطلاقات تجاوزت قيمتها الإجمالية 7.6 مليار ريال، وهي عبارة عن محافظ تمويلية دعمًا للمشاريع الريادية وقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
أما اليوم الرابع والأخير من الملتقى، فشهد توقيع 4 اتفاقيات تعاون وإطلاق مشاريع ومبادرات بقيمة إجمالية قاربت 8.1 مليارات ريال، في خطوة؛ تهدف إلى دعم ريادة الأعمال، وتعزيز نمو المنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في المملكة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
أبرز الاتفاقيات الموقعة
– اتفاقيات وإطلاقات تمويلية بقيمة إجمالية تبلغ 21.6 مليار ريال مع بنوك الأهلي والرياض والراجحي، والعربي، والإنماء، والجزيرة، والبلاد، والسعودي الفرنسي، وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تقديم محافظ تمويلية لدعم رواد الأعمال والمنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة وأنشطتها في مجال التمويل.
– وقع برنامج ضمان التمويل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “كفالة” عدة اتفاقيات مع كل من شركة ترميز المالية، وشركة بداية للتمويل، وشركة صكوك المالية، وشركة ركيز المالية، بقيمة 300 مليون ريال، كما وقّع بنك المنشآت اتفاقيتين مع شركتي الجبر ويناب للتمويل، بقيمة 220 مليون دعمًا للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال.
– أبرمت “منشآت” عدة اتفاقيات دولية، مع منظمة التجارة الخارجية اليابانية (JETRO) والوكالة الوطنية للابتكار التايلندية، ومع وكالة سنغافورة لتطوير الأعمال، وأخرى مع وزارة التجارة والصناعة الهندية.
– اتفاقيات مع كل شركة ليندو للتمويل لتقديم محفظة تمويلية بقيمة 6 مليارات ريال، وشركة تمويل الأولى لتخصيص 1.2 مليار ريال، وشركة تأجير للتمويل لتوفير 500 مليون ريال،
وشهدت فعاليات ملتقى “بيبان 2025” أكثر من 200 متحدث محلي وعالمي، ناقشوا عبر جلسات حوارية نوعية محاور متعددة شملت الذكاء الاصطناعي، والفضاء، والاستدامة، وريادة الأعمال، والتمويل، والتقنية، وسلاسل الإمداد، وغيرها من الموضوعات.
وجمع الملتقى خلال أيامه الأربعة عددًا كبيرًا من رواد الأعمال من مختلف دول العالم، وأقيمت خلاله العديد من الفعاليات، تضمنت أكثر من 80 ورشة عمل، و2150 جلسة استشارية و1000 جلسة إرشاد.
وشهد باب التجارة الإلكترونية حضورًا لافتًا تجاوز 36 ألف زائر ومستفيد، ما يعكس الإقبال الكبير على الحلول الرقمية والابتكارات التقنية في قطاع التجارة الإلكترونية.
وبلغت قيمة الصفقات الاستثمارية في حلبة المستثمرين 22.2 مليون ريال استفاد منها 55 شركة ناشئة على مدى أيام الملتقى، وشارك في الملتقى أكثر من 1021 شركة ناشئة من 66 دولة حول العالم