حققت الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية (باستثناء أرامكو) في الربع الثالث من العام الجاري اعلى أرباح فصلية في أكثر من 3 سنوات، بدعم أساسي من تسجيل قطاع البنوك أرباحًا فصلية قياسية، إضافة إلى مساهمة قوية من شركات إدارة تطوير العقارات التي سجلت أرباحًا قوية بفضل انتعاش المبيعات العقارية.
وتظهر الحصيلة الإجمالية لنتائج الشركات السعودية المدرجة، ارتفاع الأرباح المجمعة (باستثناء أرامكو) خلال الربع الثالث 2025 بنسبة 5% على أساس سنوي لتصل إلى 46.1 مليار ريال، وهي الأعلى منذ الربع الثاني من عام 2022.
وبإضافة نتائج شركة أرامكو، تبلغ الأرباح المجمعة إلى نحو 143.4 مليار ريال في الربع الثالث 2025، وهي الأعلى منذ الربع الثاني من العام الماضي، وبارتفاع 2% على أساس سنوي، واستحوذت “أرامكو” على ما نسبته 68% من إجمالي الأرباح المجمعة بعدما حققت أرباحًا بقيمة 97.3 مليار ريال.
وحققت 188 شركة مدرجة في السوق أرباحًا، منها 18 تحولت للربحية في الربع الثالث من 2025، مقارنة بتسجيل خسائر خلال الربع المقابل، فيما ارتفعت أرباح 104 شركات، تراجعت أرباح 66 شركة على أساس سنوي.
في المقابل، سجلت 51 شركة خسائر ضمن قطاعات مختلفة، منها 26 شركة تحولت لخسائر قياسًا بأرباح عن الربع المماثل، كان أبرزها شركات “التصنيع” و”سبكيم” و”العربية” و”سينومي ريتيل” و”الحفر العربية”.
واستحوذت الأرباح الصافية لأكبر 10 شركات من حيث قيمة الأرباح على نحو 89% من الأرباح الإجمالية للسوق خلال الربع الثالث، حققت منها 7 شركات ارتفاعًا في الأرباح خلال الربع الثالث على أساس سنوي، وتضمنت قائمة هذه الشركات 6 بنوك، أبرزها “الأهلي” و”الراجحي” و”الرياض”.
على صعيد قطاعات السوق، ساهم قطاع “الطاقة” بالجزء الأكبر من إجمالي الأرباح الصافية للشركات السعودية خلال الربع الثالث 2025، حيث بلغت نسبة مساهمة القطاع أكثر من 67.3%، بفضل أرباح شركة أرامكو، إلا أن أرباحه انخفضت بشكل طفيف لتصل إلى 96.7 مليار ريال، بسبب تراجع أرباح أرامكو.
وجاء قطاع البنوك في المرتبة الثانية، على موقعه كأكبر مساهم في أرباح السوق، بعد أن سجل أرباحًا بلغت 23.6 مليار ريال خلال الربع الثالث، بنمو 15% على أساس سنوي، متجاوزا توقعات المحللين، ليستحوذ بذلك على ما نسبته 16.4% من الأرباح الإجمالية للسوق، وفي حال استثناء نتائج أرامكو، يصبح القطاع المصرفي في المرتبة الأولى من حيث الأكبر مساهمة في ربحية السوق.
ورغم التباطؤ النسبي في وتيرة النمو، واصل القطاع أداءه القوي مدعومًا بتحسن دخل العمولات خصوصًا غير التمويلي إلى جانب تراجع المخصصات بنسبة 20% خلال الفترة.
وتظهر أهمية القطاع المصرفي بوضوح في هيكل الربحية الإجمالية للسوق، إذ إنه باستثناء البنوك، تكون أرباح بقية الشركات متراجعة بنحو 6% على أساس سنوي “بدون أرامكو”، ما يعكس أداء ضعيفا في بقية الشركات المدرجة.
وجاء قطاع “الاتصالات” في المرتبة الثالثة بنسبة مساهمة بلغت حوالي 3.6% من الأرباح الإجمالية، بما يعادل حوالي 5.2 مليار ريال، منخفضة بمعدل 8% عن الربع المماثل من العام الماضي بسبب تراجع أرباح شركة إس تي سي بنسبة 12%.
وحقق قطاع إدارة وتطوير العقارات قفزة في نتائجه، إذ تضاعفت أرباحه بنسبة قاربت 1000% لتبلغ 1.86 مليار ريال خلال الربع الثالث مقارنة بأرباح قدرها 200 مليون ريال للفترة المماثلة من العام الماضي.
جاء هذا النمو الكبير نتيجة عودة عدد من الشركات إلى الربحية، وعلى رأسها جبل عمر، والبحر الأحمر ومدينة المعرفة والأندلس العقارية.
كما سجلت شركة أم القرى للتنمية والإعمار “مسار” نموًا بأكثر من 3 أضعاف لتصل أرباحها إلى 517 مليون ريال، مدعومة بعمليات بيع عدد من أصولها العقارية شملت 10 أراضٍ.
تربعت “أرامكو السعودية” على قمة الشركات الأكثر ربحية في السوق من حيث القيمة، بعدما حققت 97.3 مليار ريال تمثل نحو 68% من إجمالي أرباح السوق، رغم التراجع الطفيف في أرباحها مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي.
جاء البنك الأهلي السعودي في المركز الثاني بأرباح بلغت 6.47 مليار ريال، متفوقًا على مصرف الراجحي الذي حل ثالثا بأرباح 6.36 مليار ريال.
في المقابل، تصدرت “بترو رابغ” قائمة الشركات الخاسرة بتسجيلها صافي خسارة قدره 1.24 مليار ريال، مواصلة بذلك سلسلة خسائرها للربع الثالث عشر على التوالي.
على صعيد الأرباح المجمعة للشركات المدرجة بالسوق السعودية (متضمنة أرامكو) خلال التسعة أشهر الأولى من 2025، فقد انخفضت بنسبة 5% لتصل إلى 404 مليارات ريال، مقارنة بنحو 426.4 مليار ريال خلال الفترة المماثلة.
وباستثناء أرباح شركة “أرامكو” ترتفع الأرباح المجمعة بنسبة 5% خلال التسعة أشهر الأولى، لتصل إلى 125.5 مليار ريال.