نظّمت كلية الآداب – الفرع الرابع، ندوةً سيكوطبية ثقافية متميّزة بعنوان «العلاج النفسي بالموسيقى والفن كوسائط»، بحضور أكاديمي حاشد ونخبة من الأساتذة والاختصاصيين.
استُهلّت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها مدير الفرع البروفسور يوسف العاقوري، الذي قدّم قراءة موجزة حول أهمية الموسيقى في تعزيز الصحة النفسية للإنسان، مبرزًا دورها في تحقيق التوازن الداخلي ومقاومة الضغوط اليومية.
بعدها، عرضت رئيسة قسم علم النفس الدكتورة صونيا شمعون مقاربة تحليلية تناولت فيها أثر الموسيقى في تحسين الحالات الشعورية وتنمية الوعي الذاتي لدى الفرد.
وفي مداخلة غنيّة بالمضامين، قدّمت الدكتورة حمدة فرحات، المعالِجة بالموسيقى وأستاذة علم النفس العيادي والمرضي في الجامعة اللبنانية، قراءة معمّقة حول العلاج الموسيقي ودوره في إحداث تحوّل إيجابي على الصعيدين النفسي والسلوكي، مؤكدةً فعاليته في معالجة الاضطرابات والانفعالات السلبية.
ثم ألقى طبيب الأعصاب والأخصائي في جراحة الدماغ الدكتور حسان أمهز دراسة وافية مدعّمة بنماذج طبية، تناول فيها الدور الرائد للموسيقى في دعم عمليات الشفاء وتعزيز المناعة النفسية، مشيرًا كذلك إلى القدرة التحفيزية للموسيقى أثناء العمل الجراحي وانعكاسها الإيجابي على أداء الأطباء والمرضى معًا.
واختُتمت الندوة بمداخلة منسّقتها الدكتورة بهية الطشم، الأستاذة الجامعية في قسمي الفلسفة واللغة العربية، التي قدّمت قراءة سيكوفلسفية أكّدت فيها أهمية ممارسة فنّي الرسم والموسيقى في إرساء الطمأنينة النفسية، وخلق حالة من الانسجام الداخلي عبر فعل التسامي الإبداعي.
وشهد ختام الندوة نقاشًا مستفيضًا اتّسم بالطابع السقراطي البنّاء، تبادل خلاله المشاركون الأسئلة والأفكار والإجابات الغنية، في أجواء فكرية راقية.
لتبقى هذه الندوة نموذجًا يُحتذى به في تكامل الثقافة والعلم خدمةً للإنسان والمجتمع، وتجسيدًا للأمل باستمرار مثل هذه اللقاءات التي ترتقي بالوعي الإنساني والنفسي.