عاجل:

العلامة فضل الله: لبنان يواجه تهديدات متصاعدة ويتطلّب موقفًا وطنيًا موحّدًا

  • ٣٨

ألقى العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين وجاء في خطبته السياسية: "الاعتداءات الإسرائيليّة الّتي يبدو أنّها لن تتوقّف والّتي شهدناها في الغارات الّتي استهدفت الجنوب والبقاع أو في عمليّات الاغتيال الّتي طاولت مواطنين لبنانيّين في أثناء تنقّلاتهم أو داخل قراهم أو في التّفجيرات لمبانٍ في قرى الشّريط الحدوديّ لاستكمال ما يهدف العدوّ إليه بإفراغها من أهلها وفي التّرهيب المستمرّ الّذي يجري عبر الطّلعات الجويّة للمسيّرات الّتي تجوب المناطق اللّبنانيّة...

يترافق كلّ ذلك مع تصاعد التّهديدات الصّادرة عن قياداته الأمنيّة والسّياسيّة بحرب قادمة على لبنان. وهو يجري تحت عين اللّجنة المعنيّة بالإشراف على وقف إطلاق النّار وضمان تطبيقه الّتي تحصر دورها بمراقبة أداء الجيش اللّبنانيّ في تطبيقه لخطّة حصر السّلاح جنوب اللّيطانيّ من دون أن تقوم بأيّ جهد لإيقاف اعتداءات العدوّ اليوميّة أو تتّخذ أيّ قرار عمليّ فاعل في مواجهته وهي قادرة عليه لو أرادت".

وقال:"لقد أصبح واضحًا أنّ كلّ هذه الاعتداءات تأتي في إطار الضّغوط الّتي تمارس على لبنان لدفعه للتّسليم بشروط العدوّ الّتي تمسّ سيادته وأمنه وحريّة قراره بنزعه السّلاح الّذي يخشاه العدوّ والقبول بإنشاء منطقة عازلة على حدوده وامتلاك العدوّ حريّة الحركة على تمام السّاحة اللّبنانيّة لمواجهة أيّ تهديد يراه يمسّ أمنه وقد يكون هناك شروط أخرى لم يعلن عنها"، مجددا دعوة الدّولة اللّبنانيّة إلى "القيام بالدّور المطلوب منها لحماية مواطنيها ومقدّراتهم وسيادتها على أرضها والّتي هي معنية بالقيام به وذلك بدعوة الدّول الرّاعية لاتّفاق وقف إطلاق النّار إلى الضّغط على العدوّ للوفاء بالتزاماته بإيقاف اعتداءاته وإعادة الأسرى والكفّ عن سياسته الرّامية إلى منع الإعمار بعدما قام لبنان بالوفاء بالتزاماته وبما هو مطلوب منه بموجب اتّفاق وقف إطلاق النّار. وهي معنيّة في الوقت نفسه بأن تفعّل ديبلوماسيّتها في المحافل الدّوليّة لفضح انتهاكات العدوّ للاتّفاق وتبيان المخاطر النّاجمة عن استمرار اعتداءاته"، داعيا الدّول العربيّة الى" استخدام كلّ وسائل الضّغط الّتي تمتلكها لإيقاف العدوان الصّهيونيّ المستمرّ على لبنان أسوة بما حصل في غزّة".

 كما دعا الحكومة إلى" القيام بالدّور المطلوب منها لتفعيل حضورها لدى مواطنيها لتعزيز ثقتهم بها وإشعارهم بأنّها حكومة قادرة على حمايتهم وإخراجهم من معاناتهم بأن تفعّل جهودها في الأمن والسّياسة والاقتصاد والمال لتحسين أوضاع اللّبنانيّين وانتشالهم ممّا يعانون منه في هذه المجالات والوصول بهم إلى برّ الأمان وضمن الحدود الّتي تتوافر لديهم".

 وأسف لأن" نشهد تباطؤًا على هذا الصّعيد هو غير مبرّر ممّا يقدّم ذرائع للخارج كي يفرض على هذا البلد ما يخدم مصالحه في قضايا الإصلاح في قطاعات الأمن والمال والاقتصاد والسّياسة على حساب لبنان"، داعيا اللّبنانيّين" الغارقين في خلافاتهم إلى التّكاتف والوحدة في هذه المرحلة لمواجهة المخاطر الّتي تحدق بوطنهم على صعيد سيادته وأمنه وحريّته والتّحديات الّتي تلوح من خلال ما يحصل على حدوده أو ما يخطّط في الخارج والّذي من الطّبيعي أن ينعكس على لبنان ويترك تداعياته عليه بأن يكونوا أكثر وعيًا لهذه المخاطر وأن يقاربوها بروح وطنيّة خالصة لا لحسابات ضيّقة طائفيّة أو مذهبيّة أو بمصالح فئويّة".

 كما أسف لأن "نشهد كلّ هذا العصف من الكلمات المتوتّرة والمؤثّرة والمستفزّة بما يقدّم ذرائع للعدوّ في استمرار عدوانه وبقاء احتلاله"، دتعيا الى التوقّف عن كلّ هذا الطّعن في جسد الدّولة والوطن، والكفّ عن جعل كلماتنا ومواقفنا سلاحًا يوجّهه بعضنا تجاه بعض بدلًا من أن نوجّهه لمن يريد العبث بأمننا وسياستنا ويطمع بأرضنا، والّذي يستفيد أكثر ما يستفيد من خلافاتنا ويحقّق أهدافه على حسابنا".

وتابع:"نصل إلى غزّة الّتي لا يزال العدوّ الصّهيونيّ يتملّص من التزاماته في الوقف التّام لإطلاق النّار وإيصال المساعدات إلى أهالي القطاع والّذي يستكمله في الضّفّة الغربيّة من خلال الاعتداءات والاعتقالات والحصار المعيشيّ والزّحف الاستيطانيّ وصولًا إلى سنّ القوانين المجحفة بحقّهم ما يدعو العرب والمسلمين وكلّ الأحرار إلى الوقوف مع هذا الشّعب وعدم تركه رهينة ما يعمل عليه لتهجيره وصولًا لإسقاط القضيّة الفلسطينيّة".

 وختم متطرقا الى "الإنجاز الجديد الّذي حقّقه الشّعب العراقيّ بإجراء الانتخابات البرلمانيّة والنّسبة العالية من المشاركة فيها، إنّنا إذ نهنّئ الشّعب العراقيّ على هذا الإنجاز الّذي لا نريده أن يكون سببًا للانقسام بل للعمل المشترك من أجل النّهوض بالعراق وتعزيز دوره وحضوره في العالم العربيّ والإسلاميّ بعيدًا من منطق المحاصصة والفساد والهدر الّذي اكتوى بها الشّعب العراقيّ ولا يزال يعاني من تداعياتها".

المنشورات ذات الصلة