سأل جيك تابر زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، حول إذا ما كان زهران ممداني هو مستقبل الحزب الديمقراطي، فأجاب جيفريز: لا أعتقد أن مستقبل الحزب الديمقراطي سينهار، من وجهة نظرنا، مقارنةً بالكتلة الديمقراطية في مجلس النواب وأعضائها الذين يبذلون جهوداً عظيمة في جميع أنحاء البلاد".
وبعد أن رويت هذه القصة لأحد أقرب أصدقائي، وهو من فئة الذكور دون سن الثلاثين الذين تقدموا 30 نقطة لصالح دونالد ترمب في الدورة الانتخابية الماضية، أجاب بسؤال بسيط: "من هو حكيم جيفريز؟"
بالنسبة لحزب يدّعي أنه تعلّم درساً بعد خسارته أمام دونالد ترمب، لا يزال قادة الحزب الديمقراطي منفصلين تماماً عن الناخبين المترددين. فمن حكيم جيفريز إلى تشاك شومر، امتنع قادة الحزب الديمقراطي في جميع أنحاء البلاد عن دعم عمدة نيويورك المستقبلي، زهران ممداني، على مضض أو امتنعوا عن ذلك. وسواء كان ذلك خوفاً من رد فعل انتخابي عنيف في عام 2026 أو ضغطاً من المانحين الأثرياء أو لاعتبارات شخصية، فإن فشل المؤسسة الديمقراطية في دعم العمدة الديمقراطي الجديد بصدق يُعدّ خطأً سياسياً فادحاً.
في الواقع إذا أراد الديمقراطيون استعادة هؤلاء الناخبين الشباب المتأرجحين، فإن عمدة نيويورك الجديد، البالغ من العمر 34 عامًا، يعدّ بمثابة النور الوحيد في نهاية النفق.
وفي حين أُشيد كثيراً ببرامج ممداني السياسية، التي تتوافق مع أولويات السياسة الديمقراطية التقليدية، فإن صعود ممداني ينبع أساساً من قدرته على التواصل مع الناخبين. وخير مثال على هذا الأسلوب التواصلي الفعال غير المسبوق كان خلال مقابلة ممداني مع الممثل الكوميدي والممثل ومقدم البودكاست الديمقراطي المخضرم، الذي صوّت لترمب في عام 2024، والذي أجرى مقابلات مع عديد من الديمقراطيين في بودكاسته "فلاغرانت"، ولكن فقط بعد انتخابات 2024، بمجرد أن أدرك الديمقراطيون تأثير شولتز على الشباب.
ولكن من بيرني ساندرز، إلى بيت بوتغيغ، إلى عزرا كلاين، لم يتألق أي ضيف في برنامج شولتز مثل زهران ممداني. ففي نهاية المطاف، لا يصوت الأمريكيون لمن لديه أفضل السياسات، بل لمن هم أقرب إلى قلوبهم. وبينما يتابع معظم قراء هذا المقال، فإن الشباب لا يقرأونه ولا يشاهدون قناتي MSNBC وC-SPAN. بل يشاهدون عارضات أزياء كرة السلة وفنون القتال المختلطة وOnlyFans على تيك توك.
لقد ناقش ممداني خلال مقابلته مع شولتز، أولوياته السياسية، من تجميد الإيجارات إلى رعاية الأطفال الشاملة إلى افتتاح المزيد من متاجر البقالة التي تديرها المدينة في نيويورك والموجودة بالفعل. وبينما كان شولتز وزملاؤه في البرنامج ممتنين لاعتراف ممداني وحرصه على إصلاح نظام معطل، فإن ما جذب انتباههم حقاً هو قدرة ممداني على أن يكون مجرد شخص عادي في الحانة.
وسواء اعترفوا بذلك أم لا، فإن ممداني مناسب تماماً لدوري كرة القدم الخيالي "فلاغرانت". وبينما يمكنك أن تلاحظ إعجاب شولتز ببيرني ساندرز وبيت بوتيغيغ وعزرا كلاين، فإن ممداني فقط هو من حصل على دعوة لحفل توديع العزوبية. وكان ممداني يمزح ويسخر، وبدا أنه يستمتع بكونه واحداً من هؤلاء الرجال. لم يكن من الممكن في أي لحظة أن تلاحظ أن ممداني كان يتظاهر بالضحك أو يفرض ابتسامة، حتى عندما تجاوز شولتز الحدود بطرق من شأنها أن تجعل معظم الديمقراطيين الآخرين عابسين.
مثال على ذلك: كان المقطع الافتتاحي للحلقات هو طلب أكاش سينغ، المشارك في تقديم شولز، رقم هاتف ممداني الشخصي. فحتى لو لم يكن السيد ممداني مرشحاً، فهو من الأشخاص الذين تتمنى لو تلتقي بهم. وسينغ ليس الوحيد: فوفقاً لاستطلاعات الرأي، فاز ممداني بأصوات الناخبين دون سن الثلاثين بفارق 54 نقطة. وهذا أعلى بأكثر من 30 نقطة مما حققته كامالا هاريس بين ناخبي المناطق الحضرية دون سن الثلاثين العام الماضي.
ومن أبرز الأمثلة على جاذبية ممداني خلال المقابلة ما حدث عندما ناقش شولتز ومضيفوه أصوله. ففي إحدى المرات، مازح شولتز ممداني قائلاً إنه "بالكاد هندي"، نظراً لأنه من أوغندا، وهو سلوك عدواني واضح المعالم من شأنه أن يُسبب نوبات هلع في الجامعات في جميع أنحاء البلاد. ولو كان ممداني ديمقراطياً نموذجياً، لكان قد تجمد تماماً، وربما ألقى محاضرة على شولتز حول التقاطع. ولكن ماذا يفعل؟ لقد كسب جميع مستضيفي شولتز إلى صفه، وسخر من شولتز بشدة، حيث قال أكاش سينغ لشولتز في نهاية شرح ممداني: "يا إلهي، تباً".
لا يمكن ببساطة نسخ ولصق خطة ممداني كاملة في كل دائرة انتخابية وتوقع نجاحها. لكن قمعه وعدم تدوين الملاحظات، كما فعل قادة الحزب الديمقراطي لأشهر، هو وصفة لكارثة. الناخبون، وخاصةً الشباب مثل جمهور شولتز، يتوقون لشخص لا يكترث بحياتهم فحسب، بل يجيد التحدث مثلهم. إذا أراد الديمقراطيون البقاء، فعليهم رفع أصوات أمريكا الجديدة، صوت يتحدث في مجموعات الدردشة والبودكاست، لا صوتهم على بلوسكاي وسي-سبان.