عاجل:

"إقصاء اي طائفة أو تهميشها مشروع فتنة أو حرب".. فضل لله: قضية المواطنة ضرورية وملحّة

  • ٤٩

عقد العلّامة السيّد علي فضل الله لقاءً حواريًا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك، بعنوان "الشكر في المفهوم الإسلامي"، أجاب خلاله على عددٍ من الأسئلة والاستفسارات حول آخر المستجدّات في لبنان والمنطقة.

استهل فضل الله اللقاء بالقول أن "الشكر يعَدّ من أرقى القيم الإنسانية التي حض عليها الإسلام؛ فهو حقّ من الحقوق التي دعت إليها الشريعة، ووسيلة يعبّر الإنسان من خلالها عن امتنانه لكلّ من قدّم له خدمة أو معروفًا، مما يسهم في تعزيز الروابط والمحبة بين أفراد المجتمع".

وأضاف: "لقد حرص الإسلام على بناء شخصية المسلم على أساس القيم والأخلاق، ليقيم حياته على الاستقامة، ويؤدي رسالته، ويشارك بفاعلية في بناء مجتمعه ونهضته".

وتابع: "إن قيمة الشكر تحظى بأهمية بالغة في واقعنا المعاصر، إذ نلمس تراجعًا في قيمة الاعتراف بالفضل؛ فالإنسان إذا لم يمارس الشكر في تعامله مع الآخرين، فلن يترسخ لديه معناه في علاقته مع ربّه. فالشكر يكتسب بالتربية السليمة، وهو قيمة إنسانية سامية، وتبلغ ذروته في توجيه الشكر لله"..

وفي رده على سؤال حول مدى واقعية الحديث عن المواطنة في ظل الظروف التي نعيشها، قال: "نرى أن قضية المواطنة ضرورية وملحّة، ولا سيما في ظل ما نعانيه من انقسام وشرذمة يهددان نسيج المجتمع والوطن، وقد أدّى ذلك إلى طرح صيغ غير واقعية كالفدرلة وغيرها مشيرا إلى أن المواطنة هي الوسيلة الأمثل لحفظ الرسالة الانسانية للأديان والمذاهب والأحزاب وسائر الفئات، وهي صمّام أمان هذا الوطن في وجه كل مشاريع التقسيم".

وأكد أن "أي غبن أو إقصاء أو تهميش يلحق بأي طائفة أو مذهب يُعدّ مشروع فتنة أو حرب، عاجلًا أم آجلًا".

وأضاف: "إننا في هذا الوطن ما زلنا نفكّر بمنطق حقوق الطوائف بعيدًا عن حقوق المواطن، ولذلك كانت دعوتنا الدائمة إلى بناء دولة الإنسان، وتجريد الطوائف والمذاهب من عصبياتها، وإدخال روح الدين إليها؛ دين القيم الإنسانية والتسامح والمحبة والحوار".

ولفت إلى أن "مفهوم المواطنة ينبغي أن يتحوّل إلى خيارٍ واعٍ لدى المواطن، فيتصرف من موقع انتمائه للوطن، ويقيس من يختارهم أو يؤيدهم بمقدار إخلاصهم لوطنهم، لا بمقدار انتمائهم لطوائفهم أو مواقعهم. فهذه التربية هي التي ينبغي ترسيخها في مجتمعنا حتى نبني دولة المواطنة، دولة الإنسان".

وفي ردّه على سؤال، حول جدوى الحوار، قال: "في أيام الانقسام لا بد من تعزيز لغة التواصل والتلاقي من خلال الإضاءة على المشتركات وتأكيدها، بدل استحضار الاختلافات. فنحن إخوة في الإنسانية، وعلينا أن نتطلع إلى بعضنا البعض بهذه الروح، داعيًا إلى إطلاق مبادرات جدية لإزالة كل الألغام والحواجز. فنحن أصحاب رسالة، ونؤمن بالدوائر المنفتحة لا المنغلقة، وبالحوار الصادق والحقيقي البعيد عن الشكليات والديكورات، الحوار الذي يصل إلى القلب قبل العقل. ولكن للأسف، تلهينا المعارك الكلامية والتراشق بالألفاظ السيئة، مما يتيح للمتربصين فرصة النفاذ من خلال هذه الانقسامات".

وعن الانفتاح العربي على لبنان، قال: "نحن جزء من هذا العالم العربي والإسلامي، وندعو الدول العربية إلى الانفتاح على لبنان ودعمه على مختلف الصعد، ليتمكن من مواجهة التحديات والضغوط الداخلية والخارجية".

كما هنّأ العراقيين على إنجاز الاستحقاق الانتخابي، داعيًا إلى توحيد الجهود وتعزيز الوحدة بين مكوّناتهم، والابتعاد عن منطق المحاصصة، ومواجهة بؤر الفساد والهدْر، حتى يتمكن العراق من أداء دوره الريادي في المنطقة.

المنشورات ذات الصلة