عاجل:

الجميل أنهى زيارته لمونتريال: الانتخابات المقبلة فرصة حقيقية لتجديد الحياة السياسية في لبنان

  • ٣٣

أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أنّ الانتخابات المقبلة خلال الأشهر الستة المقبلة تمثل محطة مفصلية، داعيًا اللبنانيين المنتشرين إلى التسجيل بكثافة، مؤكدًا أنّ المعركة التي قادتها الكتائب منذ عام 2017 تهدف إلى منح المنتشرين حق التصويت لـ جميع النواب الـ 128 وليس لستة نواب فقط، معتبرًا أنّ «الانتصار القانوني بلا مشاركة انتخابية فعلية لا يغيّر شيئًا».

الجميّل كان يتحدث في الاحتفال السنوي الذي أقامه قسم أوتاوا الكتائبي بمناسبة عيد الحزب ٨٩ بحضور رئيس الحزب النائب سامي الجميّل وعقيلته كارين الجميّل، سفير لبنان في كندا بشير طوق، قنصل لبنان علي الديراني وعقيلته، عضو المكتب السياسي الكتائبي إبراهيم مرجي، رئيس إقليم كندا الكتائبي غبريال غفري، المونسنيور هنري عماد، المتقدم في الكهنة الأب غطاس حجل، ووفود من أحزاب الوطنيون الأحرار، القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، ومن الجمعيات المدنية والكنسية في أوتاوا.

وأكد رئيس الكتائب النائب أنّ اللبنانيين مرّوا خلال العقود الخمسة الماضية بمرحلة طويلة من الحروب والاحتلالات والضغوط الأمنية والسياسية، إلا أنّهم لم يفقدوا الإيمان بلبنان ورسالة الحرية. 

واستهلّ كلمته بتوجيه الشكر للحاضرين، معتبرًا أنّ وجودهم وتمسّكهم بهويتهم يشكّل دليلًا على قدرة لبنان على الاستمرار رغم الأزمات.

وأشار الجميّل إلى أنّ اللبنانيين عاشوا بين محطات قاسية بدأت في أواخر الستينيات، مرورًا بالميليشيات الفلسطينية، فالاحتلال السوري، ثم مرحلة هيمنة سلاح "حزب الله"، مؤكدًا أنّ ذلك لم يمنع مقاومة المشروع المفروض على لبنان، وأنّ الإرادة والصمود كانا الأساس في مواجهة كل المراحل التي هدفت لإلغاء الدولة ودورها.

واستعاد الجميّل جانبًا من تجربته الشخصية خلال مواجهة الاحتلال السوري مشيرًا إلى أنّ النضال الذي بدأ منذ ما يقارب 27 عامًا هو امتداد لدرب طويل من التضحيات التي دفعها حزب الكتائب، من قياداته إلى شبابه، وصولًا إلى الشهداء الذين اعتبر أنّهم أمانة وطنية والتزامًا مستمرًا بالدفاع عن لبنان وقيم الحرية.

ورأى أنّ لبنان اليوم أمام فرصة غير مسبوقة منذ خمسة عقود، قائلاً إنّ هذه المرحلة تختلف عن كل المراحل السابقة لأنها المرة الأولى التي لا تُفرض فيها وصاية خارجية على قرار الدولة، ولأن المؤسسات الدستورية تعمل وفق منطق سيادي، مؤكّدًا أنّ الظروف الإقليمية والدولية باتت داعمة لعودة الدولة اللبنانية وفرض سيادتها على كامل أراضيها.

وشدّد الجميّل على أنّ الانتخابات المقبلة خلال الأشهر الستة المقبلة تمثل محطة مفصلية، داعيًا اللبنانيين المنتشرين إلى التسجيل بكثافة، مؤكدًا أنّ المعركة التي قادتها الكتائب منذ عام 2017 تهدف إلى منح المنتشرين حق التصويت لـ جميع النواب الـ 128 وليس لستة نواب فقط، معتبرًا أنّ «الانتصار القانوني بلا مشاركة انتخابية فعلية لا يغيّر شيئًا».

كما طمأن الجميّل إلى أنّ تسجيل المنتشرين لا يسقط حقهم بالاقتراع في لبنان في حال لم يُنظّم التصويت في الخارج، لأن الأسماء تبقى مدرجة على لوائح الشطب داخل لبنان بشكل تلقائي، داعيًا إلى نشر ثقافة التسجيل والمشاركة وعدم الاستسلام لليأس أو الشكوك.

وأعلن أنّ حزب الكتائب سيخوض الاستحقاق النيابي وفق برنامج واضح ومفصّل على المستويات السياسية والاقتصادية والخدماتية والبيئية والتربوية، لافتًا إلى أنّ معيار الاختيار يجب أن يكون الصدقية، الإنجاز، والالتزام بالقضية الوطنية بعيدًا عن الاصطفافات العاطفية والنمط الموروث.

وختم الجميّل بالتأكيد أنّ لبنان قادر على النهوض مجددًا بفضل موارده البشرية وطاقاته المنتشرة في الخارج، قائلاً: أنتم ثروة لبنان وامتداده الطبيعي… ونلتقي في بيروت.

دار المطرانية المارونية في كندا

وكان راعي أبرشية كندا المارونية المطران بول - مروان تابت قد استضاف في دار المطرانية مؤتمرًا حضره رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل وعقيلته كارين الجميّل، في حضور قنصل لبنان العام انطوان عيد ورئيس اقليم كندا الكتائبي غبريال غفري، والنائبة الكيبيكية اليس ابو خليل وعضو بلدية مونتريال عارف سالم، وعضوا بلدية لافال الين ديب وراي خليل ، ورئيس المؤسسة المارونية للانتشار في كندا لبيب زيادة.

ad

وحضر ايضا ممثّلون عن عدد من الأحزاب اللبنانية، إلى جانب حشد من أبناء الجالية اللبنانية في مونتريال وضيوف من الأوساط الإعلامية، ومن بينهم عن حزب القوات اللبنانية: رشدي رعد، عن التيار الوطني الحر: طوني مناسا، عن حزب الوطنيين الاحرار جوزيف خيرالله، عن تيار المردة سهيل.

في كلمته الافتتاحية، توجّه النائب سامي الجميّل إلى المطران تابت بكلمات تقدير لافتة، متمنّيًا له التوفيق في مهمته “جامعًا للكل” داخل الأبرشية، مشيرًا إلى أنّ الكتائب ستبقى إلى جانب الكنيسة وكل القوى الحيّة في الاغتراب “في كل المناسبات وبكل الظروف”.

وتوقّف الجميّل عند لقائه برجال أعمال ومفكّرين وفاعليات من الجالية، قال إنهم “بيحبّوا بلدهم، وقلوبهم على لبنان والناس”، مؤكّدًا أنّ هذا المشهد يمنحه “أملًا حقيقيًا” بأنّ العمل السياسي الذي يخوضه في الداخل “هو قبل كل شيء من أجل هؤلاء الناس، كي يحصلوا على حقّهم في دولة طبيعية”.

الجميّل شدّد على أنّ اللبنانيين في الداخل والخارج يتشاركون الرؤية نفسها للبنان: دولة سيّدة مستقلّة، يحكمها القانون، تقوم على المساواة بين المواطنين، منفتحة على العالم، واقتصادها قادر على جذب الاستثمارات وخلق فرص العمل.

غير أنّه لفت إلى أنّ “ما يفرّق القوى السياسية في كثير من الأحيان ليس الأهداف ولا المبادئ، بل الطموحات الشخصية والمزايدات والأخطاء الناتجة عن الحسابات الحزبية”، داعيًا إلى أن تكون التضحية بالذات من أجل الوطن قاعدة لأي مشروع سياسي جدّي.

ad

وقدّم الجميّل تشخيصًا واضحًا لواقع المواجهة مع حزب الله، فقال إنّ هناك “اشتباكًا سياسيًا مستمرًا” بين الكتائب وحزب الله، لأنّ حزب الله “يرفض حتى اللحظة مبادئ قيام الدولة، حصرية السلاح، المساواة بين اللبنانيين، والوجود تحت سقف الدولة ولبنان أولًا”، ويصرّ على ربط البلد بإيران وأيديولوجيات لا علاقة لها بلبنان.

لكن رئيس الكتائب شدّد في المقابل على أنّ واجبه لا يقتصر على الاعتراض، بل يشمل تقديم بديل واضح للطائفة الشيعية ولجمهور المقاومة عمومًا، “حتى إذا قرّر يومًا ما أن يتخلص من هذا الاشتباك، يكون أمامه مشروع واضح”.

وقدّم الجميّل هذا البديل على شكل سلّة متكاملة تبدأ بحصرية السلاح بيد الدولة والجيش، وتُستكمل باعتماد الحياد عن صراعات المحاور، على أن يتبعها 

إقرار اللامركزية ثم عقد مؤتمر مصارحة ومصالحة يُمهّد إلى طوير النظام السياسي.

وأوضح أنّ الخيارات في لبنان محصورة بين ثلاثة مسارات: إمّا أن تنتصر رؤية الدولة السيّدة عبر الآليات الديمقراطية؛ أو تنتصر رؤية السلاح خارج الدولة؛ أو يُصار إلى حلّ توافقي يضمن المساواة بين اللبنانيين وعدم كسر أي مكوّن.

وفي هذا الإطار، ميّز الجميّل بوضوح بين حزب الله كتنظيم، والطائفة الشيعية كجزء أساسي من النسيج الوطني، فقال إنّ “مدّ اليد ليس للحزب كتنظيم، بل للطائفة الشيعية ككل، تحت سقف القانون ودون سلاح فوق الدولة ولا مواطن درجة أولى وآخر درجة ثانية.

ad

وفي مقاربة إقليمية، رأى الجميّل أنّ حزب الله ليس تعبيرًا عن خيار شيعي لبناني حرّ بقدر ما هو “فصيل إيراني ينفّذ أوامر خارجية”، معتبرًا أنّ المشكلة الأساس تكمن في عجز الطائفة عن التحرّر من الوصاية الإيرانية.

دعم رئاسة الجمهورية والجيش

ودعا الجميّل إلى وقف منطق “جلد الذات” وإضعاف المؤسسات الشرعية تحت عنوان الإحباط أو المزايدات، معتبرًا أنّ لرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والحكومة دورًا أساسيًا في هذه المرحلة، وأنّ المصلحة الوطنية تقتضي حماية هذه المواقع طالما أنّها تتحرّك في الإطار السيادي نفسه الذي تنادي به القوى الاستقلالية.

وعن الجيش اللبناني، كشف عن حصوله أخيرًا على دعم مالي كبير للتجهيز من الولايات المتحدة، مع تحضيرات لمؤتمر جديد لدعمه، معتبرًا أنّ المؤسسة العسكرية “على السكّة الصحيحة باتجاه مزيد من التقوية والتجهيز، لتكون الحامي الفعلي للحدود والسيادة”، ومشدّدًا على أنّ الجيش هو “الرمز وأهم مؤسسة في لبنان اليوم، ويجب الالتفاف حوله ودعمه”

المنشورات ذات الصلة