عاجل:

سجال داخلي على وقع تهديدات "إسرائيلية" وانفتاح سعودي… وتصعيد من حزب الله ضد "الإجراءات الأميركية"!

  • ٢١

كتبت «البناء» أنّ المشهدين الإقليمي واللبناني تداخلا أمس بين حركة سياسية ناشطة، وتصعيد ميداني جنوباً، ومواقف مرتفعة السقف من حزب الله ضد الحكومة ومصرف لبنان، فيما يتقدم الملف اللبناني على طاولة الاهتمام الأميركي–السعودي.

ففي البعد الإقليمي، أصدر مجلس الأمن القرار 2803 مرحِّباً بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول غزة، من دون تقديم حلول واضحة للقضايا الخلافية، إذ بقيت الدولة الفلسطينية ونزع سلاح المقاومة في إطار الوعود غير القابلة للتطبيق. وفي العراق، أعلن «الإطار التنسيقي» نفسه الكتلة الأكبر في البرلمان الجديد، ما يمنحه حق تسمية رئيس الحكومة المقبلة بعد نتائج انتخابية صادمة لخصوم قوى المقاومة.

أما لبنانياً، فكان البارز موقف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال احتفال تأبيني للحاج محمد عفيف، حيث شدّد على مواجهة «الوصاية الأميركية» واعتبر أن الهجوم على رئيس مجلس النواب نبيه بري «آثم». ودعا الحكومة وحاكم مصرف لبنان إلى وقف الإجراءات التي «تضيّق على حزب الله واللبنانيين»، محذراً من «الفتنة» وداعياً إلى رفض التنازلات في مواجهة العدوان الإسرائيلي. كما وصف ما يجري في الجنوب بأنه «عدوان خطير»، مطالباً الدولة بوضع برنامج مواجهة يمنع استفراد لبنان.

وفي السياق نفسه، حذرت مصادر في فريق المقاومة من «مخطط أميركي لإشعال الفوضى» عبر الضغط السياسي والمالي على حزب الله وطائفة محددة، ما قد يؤدي إلى صدامات في الشارع وتحركات واسعة إذا استمرت الحكومة في تنفيذ «الإملاءات الأميركية»، وفق تعبيرها.

إلى ذلك، برز تطور لافت في الجنوب مع تحذير بلدية عيترون من نية إسرائيل تنفيذ استهداف «موضعي» في البلدة، بالتزامن مع إلقاء مسيّرات إسرائيلية قنابل صوتية وتحليق للطيران الحربي فوق الهرمل والبقاع الجنوبي. ونقلت «البناء» عن مسؤول أوروبي قوله إنّ إسرائيل تعمل على إنشاء «منطقة عازلة» في الجنوب، وإنّ تخفيض عديد اليونيفيل يعزز هذا الاتجاه، فيما تُطرح فكرة تشكيل قوة أوروبية بديلة، وقد أبدى الرئيس بري استعداداً لتسهيل هذا الطرح.

على خط موازٍ، يتواصل الحراك الدبلوماسي، إذ تسلّم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أوراق اعتماد السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى الذي أكد دعم واشنطن لتعزيز سلطة الدولة على كامل أراضيها. وزار عيسى أيضاً الرئيس بري ورئيس الحكومة نواف سلام، ناقلاً دعم بلاده للإصلاحات. ووفق معلومات صحافية، فقد أبلغ السفير عدداً من المسؤولين أن واشنطن «لا تريد سماع المزيد من التبريرات» وأن أمام لبنان «فرصة يجب الاستفادة منها».

وفي الإطار العربي، وصل الموفد السعودي يزيد بن فرحان إلى بيروت حيث التقى الرؤساء الثلاثة، وسط تقدير سعودي للإجراءات التي اتخذتها الحكومة على مستوى المطار والمعابر. وأكد سلام بعد لقائه الوفد السعودي التزام لبنان بعدم السماح باستخدامه منصة للإضرار بالأمن العربي، معلناً العمل على تسهيل عودة الصادرات اللبنانية إلى المملكة.

سياسياً، وقّع الرئيس عون مرسوماً لإحالة مشروع قانون معجّل لتعديل وتعليق بعض مواد قانون الانتخابات إلى مجلس النواب، في وقت تتجه الأنظار إلى مواقف مهمة سيعلنها خلال مؤتمر «بيروت 1» اليوم وعشية عيد الاستقلال.

المنشورات ذات الصلة