زار وزير العمل محمد حيدر، على رأس وفد من وزارة العمل ضمّ المديرة العامة بالإنابة مارلين عطاالله، مستشاره القانوني المحامي حسين محيدلي، إضافة إلى رئيس بلدية عنقون المهندس فؤاد فرحات، منطقة جزين.
استهلّ حيدر الجولة بزيارة بلدية جزين – عين مجدلين، حيث كان في استقباله رئيس البلدية ديفيد الحلو وأعضاء المجلس البلدي، وحضر اللقاء النائب السابق أمل أبو زيد. واستمع الوزير إلى شرح مفصّل من الحلو حول العمل البلدي في المدينة، كما عرض الحلو مجموعة مطالب يعتبرها محقّة ولا تحصل عليها البلدية أسوة بباقي البلديات.
وتحدث حيدر مشيراً إلى أنه، رغم أن الموضوع البلدي ليس من صلاحياته، سيحمل هذه المطالب إلى الجهات المعنية، مؤكداً أن ملف البلديات يُناقَش في معظم جلسات مجلس الوزراء، موضحاً أن الحل سيأتي ضمن سلة متكاملة. وأشار إلى وجود خطة وزارية تُناقش حالياً الوضع البيئي وسيُرفع تقريرها قريباً إلى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب.
في المقابل، شدّد وزير العمل على ضرورة أن تخلق البلديات فرص عمل للبنانيين في المناطق للحد من الهجرة، مؤكداً أن وزارة العمل تعمل بكل إمكاناتها للحفاظ على اليد العاملة اللبنانية وخلق فرص عمل لها. وقال: "إن دور البلديات ضروري لتأمين فرص العمل وتشجيع المؤسسات على ذلك ضمن النصوص القانونية، مؤكداً أن لبنان لا يقوم إلا بسواعد أبنائه".
وانتقل حيدر والوفد المرافق إلى مقر اتحاد بلديات منطقة جزين، حيث استقبله رئيس الاتحاد الدكتور بسام رومانوس وعدد من رؤساء بلديات المنطقة.
وقال حيدر: "أطمئنكم بأن من أهم اهتماماتي إيجاد فرص عمل للبنانيين"، موضحاً أن وزارة العمل تعمل بالتنسيق مع جهات عدة، لا سيما وزارتي التنمية الإدارية والصناعة، لإيجاد طرق سهلة تؤمّن هذا الهدف. وأضاف أن "الحكومة تعطي القطاع الزراعي اهتماماً خاصاً، وقد أخذنا على عاتقنا مع منظمة العمل الدولية تحفيز اللبنانيين على العمل في الزراعة، وفي الوقت ذاته إيجاد الطرق المناسبة لعمل الأجانب بشكل لا يؤثر على العمالة اللبنانية". وتابع: "وزارة العمل تعكف على إيجاد مخرج قانوني لإعطاء إجازات عمل للعمال الموسميين".
وأكد حيدر أن "وزارة العمل تتشدد في مسألة العمال الأجانب، خصوصاً العمالة غير الشرعية التي نعمل على تنظيمها بالتعاون مع الأمن العام، حيث أُعطيت مهلة لتسوية الأوضاع، وبعد انتهائها ستُتخذ الإجراءات الصارمة بالتعاون مع الأمن العام بحق المخالفين". ولفت إلى أنه "سيتم الإعلان قريباً عن إنجاز قانون التقاعد والحماية الاجتماعية، حيث تجتمع لجنة مختصة بشكل دوري في وزارة العمل لإنهاء هذا الملف حمايةً لأموال المضمونين".
بعد ذلك، انتقل الوزير والوفد المرافق إلى زيارة اتحاد بلديات جبل الريحان، حيث التقى رئيس الاتحاد قاسم شرف الدين ورؤساء بلديات المنطقة، بحضور ممثلين من "حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر".
وتحدث حيدر مؤكداً العمل على مشروع قانون التغطية الصحية لموظفي وعمال البلديات، لافتاً إلى وجود صيغة قيد البلورة لاستفادة هؤلاء من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وقال: "زيارتنا لهذه المنطقة، وإن كانت سريعة، تعني الكثير"، مؤكداً أن "ما نعيشه اليوم هو استقلال ناقص بوجود إسرائيل والعدوان الإسرائيلي"، مشدداً على أن "تثبيت هذا الاستقلال لا يتم إلا بالتعاون بين كل اللبنانيين". وأضاف: "نحن كوزارة عمل وحكومة إلى جانبكم، ونسعى إلى إنجاز عملية إعادة الإعمار بسرعة، وقد أصبحنا في المراحل الأخيرة المتعلقة بالتمويل اللائق لهذه العملية".
وخلال حوار مع رؤساء بلديات المنطقة، أكد حيدر أن الحكومة تعمل لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وشدّد على أن عملية ترميم الأبنية المتضررة نتيجة العدوان الإسرائيلي باتت قريبة جداً. كما أكد أن "هناك قانون عمل جديد سيبصر النور قريباً، وسيتم تنظيم كل القطاعات من خلاله".
بعد ذلك، زار حيدر والوفد المرافق مركز ومدرسة سان نيقولا في عين المير، حيث استقبله مدير المدرسة الأب جهاد فرنسيس ورئيس بلدية عين المير توفيق نجم وعدد من الأساتذة. وجال الوزير في أقسام المركز واستمع من الطلاب إلى شرح حول طبيعة الأعمال التي يقومون بها.
ثم اجتمع مع الأب فرنسيس الذي ألقى كلمة أكد فيها أن "حضور وزير العمل إلى المنطقة هو علامة تقدير للدور الذي تلعبه مؤسسات الدولة في ترسيخ دعائم المجتمع اللبناني"، مثمّناً جهود ومساعي الوزير حيدر في تعزيز كرامة الإنسان العامل وصون حقوقه. وقال: "نلتقي اليوم لنجدد العهد بأن الاستقلال ليس ذكرى فحسب، بل مسؤولية مستمرة في الدفاع عن كرامة شعبنا والسعي إلى دولة عادلة تحفظ حق الإنسان في عيش كريم"، مثمّناً خطوات الوزير الهادفة إلى خدمة المواطن في هذه المرحلة التي يحتاج فيها لبنان إلى جهود مخلصة وإرادة صلبة".
وردّ حيدر بكلمة أكد فيها أن "ثقافة التربية هي الأساس لأولادنا لإيصالهم إلى سوق العمل المدروس والمستقر، ومن واجبنا تجهيزهم لذلك، ومن واجب الدولة تأمين استقلال دائم وأمناً وأماناً واستقراراً اقتصادياً يشعرون من خلاله بالانتماء والتجذر في هذه الأرض". وأضاف: "الخطوات التي شاهدتها مع الطلاب مهمة جداً في مستقبل التكنولوجيا ومستقبل لبنان. إن عيد الاستقلال اليوم ناقص بوجود إسرائيل لأجزاء من جنوب لبنان، وكذلك بفعل عدم الاستقرار، والالتفاف الذي نشهده اليوم هو رسالة لإسرائيل بأن لبنان، رغم كل الصعاب، مستمر ومثابر لتحقيق ما يطمح إليه أبناؤه".