عاجل:

لبنان بين هواجس التصعيد وطمأنة الديبلوماسية: زيارة البابا في موعدها رغم اغتيال الطبطبائي واستنفار إسرائيلي متصاعد

  • ٢٩

كتبت صحيفة النهار أنّ الساعات التي أعقبت الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، والتي أسفرت عن اغتيال القائد العسكري في "حزب الله" هيثم الطبطبائي وأربعة من رفاقه، لم تُظهر أي معالم واضحة لوجهة التطورات المقبلة، وسط مناخ من الغموض والخشية من انزلاق لبنان إلى تدهور واسع.

ورغم هذا التوتر الحاد، تستمر الاستعدادات في لبنان لاستقبال البابا لاوون الرابع عشر في زيارته المرتقبة الأحد المقبل، في ظل معطيات ديبلوماسية تؤكد أن الزيارة ستتم في موعدها، وتستبعد نشوب مواجهة كبرى في المدى القريب.

وبحسب أوساط مطلعة، فإن عملية الاغتيال تُدرج ضمن اختراق استخباراتي إسرائيلي مكّن تل أبيب من استهداف اجتماع قيادي لـ"حزب الله"، أكثر مما هي خطوة ضمن مسار تصعيد عسكري واسع. وترى هذه الأوساط أن الحزب قد يلجأ إلى ضبط النفس، ما قد يعيد المشهد إلى وتيرة الضربات المحدودة دون انفجار شامل، وفق ما قد تنجح به الجهود الديبلوماسية.

في المقابل، عبّرت فرنسا عن قلقها البالغ إزاء القصف الإسرائيلي الذي استهدف بيروت، فيما يصل وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي إلى بيروت اليوم ضمن مساعٍ مصرية لمنع تدهور الوضع.

من الجانب الإسرائيلي، رفع الجيش مستوى الاستنفار على الحدود الشمالية، وأعلن أن رئيس الأركان إيال زامير تفقّد الفرقة 210 خلال تمرين مفاجئ، مؤكداً وجوب الحفاظ على جاهزية عملياتية مرتفعة. وأشارت تقديرات الجيش إلى خيارات محتملة لـ"حزب الله" للرد، بينها إطلاق صواريخ أو عمليات اقتحام نقاط حدودية.

وتحدث مصدر أمني إسرائيلي عن ضرورة "إضعاف حزب الله قبل نهاية العام"، محذراً من مفاجآت قد يقدم عليها الحزب إذا لم تُستكمل عملية الإضعاف.

في المقابل، أشارت مصادر قريبة من "حزب الله" إلى وجود رأيين داخل الحزب بشأن الرد على الاغتيال، لكن قيادة الحزب تميل إلى اعتماد أقصى درجات الديبلوماسية حالياً، وهو ما انعكس في بيان النعي الخالي من أي تهديدات.

أما داخلياً، فأثار تصريح لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب جدلاً واسعاً بعدما قال إن "ليس هناك من دولة... ونحن بديل عنها"، ما اعتبرته الأوساط السياسية موقفاً خطيراً قد يفتح أبواباً إضافية للضغوط الخارجية على لبنان.

المنشورات ذات الصلة