عاجل:

إسرائيل تنتقل إلى مرحلة التنفيذ… وديبلوماسية مكثّفة لمنع انزلاق لبنان إلى الحرب

  • ٢٣

دخلت السياسة الإسرائيلية مرحلة جديدة من التصعيد، مع تنفيذ عملية اغتيال رئيس أركان “حزب الله” هيثم الطبطبائي في الضاحية الجنوبية، في خطوة اعتبرتها مصادر سياسية خرقاً واضحاً للخطوط الحمر التي أعيد رسمها بجهود أميركية عقب قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة وتكليف الجيش تنفيذ خطة شاملة لمصادرة السلاح غير الشرعي.

وترى الأوساط المتابعة لجريدة "الأنباء الإلكترونية" أنّ هذه العملية جاءت ردّاً مباشراً على مبادرة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في خطاب الاستقلال، حيث جدّد التزامه باستعادة القرار الأمني والعسكري للدولة ودعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتواصلة منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024. وكما حصل قبل أسابيع حين طرح الرئيس مبادرته التفاوضية الأولى، جاء الجواب الإسرائيلي بالنار، وهذه المرة عبر استهداف مباشر في قلب الضاحية.

وفي السياق نفسه، أبدت السفارة الفرنسية في بيروت قلقها البالغ من الضربة، معتبرة أنها تزيد خطر التصعيد في مرحلة شديدة التوتر، بينما تستعد الخارجية الفرنسية لاستقبال الوزير الإيراني عباس عراقجي لاستكمال النقاشات المتعلقة بالملف اللبناني.

ديبلوماسياً، يصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت في زيارة تهدف إلى احتواء الموقف، متابعةً للمساعي التي بدأها رئيس الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد لمنع الانزلاق إلى مواجهة واسعة. وترى مصادر سياسية مطلعة أن اغتيال الطبطبائي بمثل هذه الدقة وفي قلب الضاحية يؤشر إلى أن إسرائيل “انتقلت من مرحلة التهديد إلى مرحلة التنفيذ الفعلي” بهدف الضغط على حزب الله ولبنان الرسمي ودفعهما نحو خيارين لا ثالث لهما: إما التفاوض من موقع ضعيف أو مواجهة عسكرية واسعة.

المصادر نفسها أشارت إلى أن العملية جاءت أيضاً في سياق تلبيته مطالب أميركية، إذ تضع واشنطن الطبطبائي على لوائح الإرهاب، ما سيؤدي إلى زيادة الضغط على لبنان. وكشفت أن إسرائيل أبلغت لجنة الميكانيزم بتنفيذ العملية قبل وقوعها، لكنها قدمتها كاستهداف “محصور بالشخصية المطلوب اغتيالها”، وسط صعوبة التكهّن بمسار الأحداث في ظل تصاعد المواقف وتشدد حزب الله.

وفي موازاة ذلك، تفقّد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير شمال البلاد خلال تمرين مفاجئ، داعياً إلى الحفاظ على الجهوزية القصوى، فيما كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الاستعدادات تتواصل لـ“جولة إضعاف” الحزب، عبر تعزيز الدفاعات الجوية ورفع الجهوزية. وتحدّثت التقديرات الإسرائيلية عن عدة سيناريوهات محتملة لرد الحزب، بينها إطلاق رشقات صاروخية أو عمليات تسلل أو حتى تفعيل الحوثيين.

كما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن “إضعاف حزب الله بشكل كبير ممكن خلال أيام من القتال”، مشدداً على ضرورة إنهاء هذه الجولة قبل نهاية العام، ومتهماً الحكومة اللبنانية بعدم القدرة على اتخاذ أي خطوة في هذا الاتجاه.

وبين تصعيد ميداني متسارع ومساعٍ دولية حثيثة، يبقى المشهد اللبناني معلّقاً بين ضغط النار وضرورات التهدئة، فيما يحاول المجتمع الدولي منع انتقال المنطقة إلى حرب واسعة جديدة.

المنشورات ذات الصلة