عاجل:

تبدّل في خطاب حزب الله وصمت لافت لبري… وورقة مصرية – عربية تفتح الباب لإعادة تعريف الأولويات اللبنانية

  • ٢٣

كتبت صحيفة نداء الوطن أنّ لبنان يدخل هذا الأسبوع مرحلة شديدة الحساسية، تتقاطع فيها التحضيرات للزيارة البابوية المنتظرة مع موجات تصعيد سياسي وأمني، في ظل اغتيال رئيس هيئة أركان “حزب الله” هيثم علي الطبطبائي وما كشفه من مأزق داخلي داخل محور “الممانعة”. فبعدما أكد الناطق باسم الخارجية الإيرانية أن قرار لبنان “شأن داخلي”، خرج “الحرس الثوري” بتعهد “ردّ ساحق”، في تناقض يعكس، بحسب الصحيفة، عجزاً عن خوض مواجهة ميدانية مباشرة وضعفاً في إقناع جمهور الحزب بأن قدراته القيادية استعادت توازنها بعد الاختراقات الأمنية المتواصلة.

وتسجّل الصحيفة تحولاً لافتاً في خطاب حزب الله، مع إسقاط عبارة “شهيداً على طريق القدس” من بيانات النعي واستبدالها بـ“شهيداً فداءً للبنان وشعبه”، في مؤشر إلى تبدّل المزاج داخل البيئة الشيعية وارتفاع المطالبة بالعودة إلى نهج الدولة الجامعة والمتجاوزة للمشاريع الموازية والسلاح الخارج عن الشرعية.

في موازاة ذلك، تذكر الصحيفة أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أصدر بياناً لافتاً عقب استهداف بلدة الطيري، دعا فيه إلى رفع شكوى إلى مجلس الأمن، لكنه تجاهل بالكامل الغارة الإسرائيلية على مقرّ لحركة “حماس” في مخيّم عين الحلوة، ما اعتبرته مصادر مطلعة “رسالة صمت” تدرسها قيادة الحركة بقلق.

على المستوى الديبلوماسي، تستعد بيروت لاستقبال وزير الخارجية المصري بدر أحمد عبد العاطي، الذي يحمل ورقة أفكار عربية – مصرية ليست نهائية بعد، لكنها محاطة بزخم عربي ودولي واضح. وبحسب المعلومات، تتضمن الورقة مقترحات لتعزيز بنية الدولة ومؤسساتها في مواجهة الاستحقاقات المصيرية، وتتطلب قرارات لبنانية جريئة تتخطى إدارة الأزمة نحو تغيير في المقاربة السياسية والأمنية.

وتواكب هذه الحركة زيارة مرتقبة للرئيس القبرصي إلى بيروت، يتصدرها ملف ترسيم الحدود البحرية وملفات أمنية وسياسية بحكم الدور الإقليمي والدولي الذي تلعبه قبرص.

وفي موازاة ذلك، تشير الصحيفة إلى متابعة رئيس الجمهورية شخصياً أزمة إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن، عبر اتصالات مباشرة مع السفيرة اللبنانية في العاصمة الأميركية والسفير الأميركي في بيروت، فيما بقي الجواب الأميركي مقتضباً: “الموضوع قيد الدرس”.

ميدانياً، تنقل الصحيفة عن تقديرات الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يدرس خيارات عدة للرد على اغتيال الطبطبائي، بينها إطلاق صواريخ أو تنفيذ عمليات اقتحام. وقد حذرت تل أبيب من “ردّ غير متناسب” على أي هجوم محتمل، ورفعت مستوى التأهب في الشمال. كما أشارت “هيئة البث الإسرائيلية” إلى تنسيق متزايد بين حزب الله وحماس، مع استعداد مئات العناصر من الحركة في لبنان للانضمام إلى الحزب إذا اندلعت مواجهة جديدة.

وبين التحول في خطاب الضاحية، والصمت المدروس من عين التينة، والحركة الديبلوماسية العربية، ترى الصحيفة أن لبنان يدخل مرحلة إعادة تعريف الأولويات بين ما هو “لبناني أولاً” وما يتجاوز حدود الدولة.

المنشورات ذات الصلة