قالت الجريدة "الكويتية" أن المرجع الشيعي الأعلى في العراق، السيد علي السيستاني، دخل على خط الأزمة اللبنانية من خلال رسالة وجهها إلى إيران، حذّر فيها من خطورة الوضع الذي يعيشه المجتمع الشيعي في لبنان، مشدداً على ضرورة حمايته عاجلاً، وتجنّب أي مواجهة قد تؤدي إلى موجات تهجير إضافية وتدهور الأوضاع الأمنية والاجتماعية.
تزامن تحرك السيستاني مع زيارة علي حسن خليل، المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى طهران، حيث التقى مسؤولين إيرانيين من بينهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني ووزير الخارجية عباس عراقجي. ووفق المصادر، تركزت المباحثات على ضرورة حماية الطائفة الشيعية اللبنانية، ومنع اندلاع حرب جديدة، إضافة إلى رسم ملامح المرحلة المقبلة لضمان الحد الأدنى من الحماية السياسية والأمنية.
وأظهرت طهران موقفاً ملتبساً، إذ أكدت أن القرار النهائي بشأن التفاوض مع إسرائيل يعود للبنان، في حين شددت على أن التفاوض الجدي لم يبدأ بعد، وأن أي استعجال غير مطلوب، مع التحذير من تقديم تنازلات إضافية، إذ تعتبر أن إسرائيل قد تستغل أي بادرة إيجابية من الجانب اللبناني لرفع سقف شروطها.
في سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة أن مسؤولاً سعودياً رفيع المستوى، يُحتمل أن يكون وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، سيزور طهران لإطلاعها على نتائج مشاورات ولي العهد السعودي مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول استئناف المفاوضات النووية الإيرانية، في إطار دور السعودية ودول الخليج كوسيط وضامن لهذه المفاوضات.
كما أشار المصدر إلى أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بعث برسالة إلى عباس عراقجي تتضمن الخطوط العريضة للشروط الأميركية في أي مفاوضات مستقبلية، بما يشمل تعليق البرنامج النووي الإيراني، وتقييد إنتاج الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة، ووقف تمويل الميليشيات ومنع التحركات المعادية لإسرائيل.