عاجل:

عون: لم اتلق أي ردة فعل عملية على المبادرات التي اطلقتها للتفاوض

  • ٣٥

ابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الأمين العام المساعد للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادىء في الأمم المتحدة خالد خياري خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان لبنان يرحب باي مساعدة تقدمها الأمم المتحدة والدول الصديقة بهدف تثبيت الاستقرار في الجنوب ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المدنيين والقرى والبلدات الجنوبية والتي وصلت الى الضاحية الجنوبية من بيروت. وقال "يصادف اليوم مرور سنة كاملة على اعلان اتفاق وقف الاعمال العدائية، وفي وقت التزم فيه لبنان التزاما كاملا مندرجات هذا الاتفاق، لا تزال إسرائيل ترفض تنفيذه وتواصل احتلالها للاجزاء من المنطقة الحدودية وتستمر في اعتداءاتها غير آبهة بالدعوات المتكررة من المجتمع الدولي لالتزام وقف النار والتقيد بقرار مجلس الامن الرقم 1701، فضلا عن انها استهدفت اكثر من مرة مواقع القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل"".

واكد الرئيس عون للمسؤول الاممي انه اطلق مبادرات عدة بهدف التفاوض لايجاد حلول مستدامة للوضع الراهن، لكن لم يتلق أي ردة فعل عملية على رغم التجاوب الدولي مع هذه المبادرات والتي كان آخرها عشية عيد الاستقلال. وأشار الرئيس عون للسيد خياري الى ان العلاقات متينة بين الجيش و" اليونيفيل" وان التنسيق دائم بين الجانبين وسيتواصل التعاون خلال السنة المقبلة الى ان يكتمل انسحاب هذه القوات في نهاية العام 2027، علما ان لبنان كان يرغب في ان تستمر هذه القوات الى حين استكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود، وهو امر عرقلته إسرائيل بعدم انسحابها من التلال والأراضي التي تحتلها. وبعدما اكد الرئيس عون ان الجيش اللبناني يقوم بواجبه كاملا في منطقة انتشاره في جنوب الليطاني منذ اللحظة الأولى لاعلان الاتفاق قبل عام تماما، رفض الادعاءات الإسرائيلية التي تطاول دور الجيش وتشكك بعمله الميداني، لافتا الى ان هذه الادعاءات لا ترتكز على أي دليل حسي، مع الإشارة الى ان لجنة "الميكانيزم" كانت وثقت رسميا ما قام ويقوم به الجيش يوميا، في اطار منع المظاهر المسلحة ومصادرة الذخائر والكشف على الانفاق وغيرها.

ونوه الرئيس عون بالدعم الذي يبديه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتييريس للبنان والمواقف التي يتخذها في هذا الصدد، محملا السيد خياري تحياته له مرحبا بالوفد الذي سيزور المنطقة في الشهر المقبل والذي يضم أعضاء من مجلس الامن الدولي لمعاينة الأوضاع عن كثب تمهيدا لتقديم تقرير الى مجلس الامن في هذا الصدد.

وكان خياري عبر في مستهل اللقاء عن تأييد الأمين العام للأمم المتحدة واحترامه للقرارات الشجاعة التي اتخذها الرئيس عون بهدف تحقيق الاستقرار والأمان في لبنان، مؤكدا العمل مع لبنان لجعل هذه الأهداف واقعا قائما لاسيما وان الأمين العام للأمم المتحدة يعمل من اجل السلام والاستقرار في لبنان. وأشار خياري الى ان زيارته الى لبنان تندرج في اطار معاينة الأوضاع ميدانيا لابلاغ السيد غوتييريس ومجلس الامن بها.

النائب فريد هيكل الخازن: واستقبل الرئيس عون النائب فريد هيكل الخازن وعرض معه المستجدات على الساحة المحلية، بالإضافة الى التحضيرات لزيارة البابا لاون الرابع عشر الى لبنان.

وبعد اللقاء، صرح النائب الخازن للصحافيين فقال: "نؤكد ان لقاءنا مع فخامة رئيس الجمهورية تخللته جولة افق حول الوضع الذي يمر به البلد وصعوبة ودقة المرحلة. ولكنني اريد ان أؤكد ان ما يقوم به الرئيس عون اليوم والمساعي والاتصالات التي يجريها في الخارج والداخل والهادفة الى تجنيب لبنان أي تصعيد او حرب مقبلين لا سمح الله، هذا الجهد والأسلوب المتبع والسياسة المعتمدة لمعالجة الأمور أؤكد دعمي لها بقناعة وطنية عالية جدا".

وأضاف: "ان المرحلة تتطلب حزما وصرامة في التصرف وتعقلا وحكمة. ولكن من الواضح ان موقف الدولة اللبنانية اليوم وموقف رئيس الجمهورية بحصر السلاح بيد الدولة والجيش وحصرية قرار السلم والحرب بيد الحكومة والحرص على سيادة لبنان واستقلاله بالنسبة للأراضي المحتلة، ذلك ان لبنان اليوم بلد محتل، فكل هذا الملف الشائك يحمله رئيس الجمهورية بكل قوة وصرامة وحزم. وان شاء الله تجنب الاتصالات الحاصلة لبنان التصعيد في المستقبل".

وتابع: "اما بالنسبة لزيارة البابا، فمن دون شك لها رمزية كبرى، ولبنان هو آخر معقل للمسيحيين في الشرق، وقداسة البابا أراد ان يخصصه بهذه الزيارة كي يؤكد للعالم اجمع، ان لبنان الرسالة، لا تزال الحاضرة الفاتيكانية متمسكة به وداعمة له ومصرة على ان يبقى في هذا الدور الرائد الحضاري والثقافي في المنطقة، لبنان العيش المشترك، لبنان التعددية. من هنا أتت الزيارة الأولى لقداسة البابا لاون من بين الزيارات التي خصصها للبنان."

سئل: هناك حركة ديبلوماسية باتجاه لبنان خصوصا مع الضغوط المتزايدة لحصر السلاح، كيف تجدها؟

أجاب: من الواضح ان هناك ضغوطا ديبلوماسية لان الحكومة الإسرائيلية رئيسا وأعضاء وتكوينا ثقافتها وتركيبتها وايديولوجيتها مبنية على الحرب والقوة وليس على السلام والمهادنة. ولذلك فهذه الحكومة كالقنبلة الموقوتة التي يمكن ان تفجر الوضع في أي لحظة. لذلك، نرى ان أصدقاء لبنان من عرب ومجتمع دولي يقومون بمساع حميدة لتجنب أي حرب او تصعيد مقبلين ولوضع لبنان على السكة السليمة لبدء التفاوض غير المباشر وتخفيف التصعيد وانسحاب إسرائيل من جهة، وحصر السلاح بيد الدولة من جهة أخرى.

النائب ميشال ضاهر: واستقبل الرئيس عون النائب ميشال ضاهر وعرض معه التطورات على الساحة المحلية بالإضافة الى وضع طريق ضهر البيدر.

وبعد اللقاء، صرح النائب ضاهرللصحافيين فقال: "تشرفت اليوم بزيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وطرحنا مواضيع الساعة، وجددنا موقفنا الداعم لحصرية السلاح كما تحدثنا بموضوع الانتخابات اذ اجدد موقفي بالنسبة لموضوع انتخاب الـ128 نائبا في لبنان. ولكن الموضوع الأهم هو طريق ضهر البيدر الذي بات يسمى طريق الموت. وطرحت على فخامة الرئيس ان هذا الموضوع يتطلب علاجا واستكمال الأوتوستراد العربي. وكنت تواصلت بالأمس مع الرئيس نواف سلام واليوم سنجتمع معه ومع وزير الاشغال ورئيس مجلس الانماء والاعمار محمد قباني. لدينا هواجس في البقاع من موضوع هذا الطريق الذي بات رئيسيا ويجب وضعه على السكة، خاصة وانه كان يجب الانتهاء من العمل فيه في العام 2013 ولكنه للأسف توقف، وهناك انزلاق على الطريق نتيجة زحل الأرض. يجب وضع الامر على السكة ولدينا اليوم اجتماع عمل مع رئيس الحكومة بمباركة فخامة الرئيس".

وختم بالقول: "ان موضوع البقاع انمائي والزيارة إنمائية بحت ونشد على يد فخامة الرئيس بكل المواضيع التي يقوم بها".

سئل: ما هي اسباب توقف العمل على هذا الطريق؟

أجاب: كان السبب زحل الطريق، اما اليوم فما بدأنا به في العام 2008 بقرض كويتي يبدو ان المال قد نفد. ان نسبة 20% من سكان لبنان يقيمون في البقاع والاستيراد السوري عبر مرفأ بيروت يزيد من عدد الشاحنات التي تمر عليه، فصار طريق الموت بعدما بات يسجل يوميا حوادث عليه. كما هناك موضوع الانارة أيضا، فليس منطقيا الا تكون هناك من انارة على طريق دولي.

مجلس إدارة مرفأ بيروت: واستقبل الرئيس عون رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمرفأ بيروت السيد مروان النفي مع أعضاء المجلس السادة: كريم شبقلو، فوزي علام، جورج رحال، والسيدتين لمى حريز وجيهان خطار. وخلال اللقاء شكر السيد النفي باسمه وباسم أعضاء المجلس ثقة الرئيس عون ومجلس الوزراء بهم مؤكدا على الرغبة في العمل من اجل استعادة مرفأ بيروت دوره في لبنان ومحيطه وإعادة تفعيله ليقوم بدوره في تعزيز الاقتصاد اللبناني. وأشار الى ان لدى مجلس الإدارة أفكارا عدة سوف يتم درسها لما فيه مستقبل المرفأ.

ورد الرئيس عون مرحّبا بأعضاء مجلس الإدارة ومتمنيا لهم التوفيق في مسؤولياتهم الجديدة كي يستعيد المرفأ دوره الحيوي، داعيا أعضاء المجلس الى العمل بنزاهة وشفافية ووضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار.

المركز اللبناني للتخطيط الاستراتيجي: واستقبل رئيس الجمهورية رئيس المركز اللبناني للتخطيط الاستراتيجي السيد وسام معلوف مع وفد ضم سفير سويسرا السابق في لبنان فرنسوا بارا، الدكتور جوزف نعمة، الدكتور شربل عبد الله، الدكتورة جوديت التيني، والسيدتين نوال ليشع عبود وندى اسمر.

في مستهل اللقاء، القى السيد معلوف كلمة عرض فيها لعمل المركز واهدافه التي تتمحور حول تطوير سياسات عامة مبتكرة قائمة على الادلة لخدمة لبنان. وتتمثل رسالته في تعزيز الاستقرار الوطني على المدى الطويل من خلال التخطيط الاستراتيجي والاصلاح المؤسسي والتنمية الاجتماعية. كما اشار الى ان المركز يعمل على تسهيل الحوار بين الخبراء وصناع القرار والشركاء الدوليين من اجل رسم مستقبل مستدام وشامل للبلاد.

واشار معلوف الى ان المركز نظم في هذا السياق "المؤتمر الدولي حول الحياد الايجابي" بمبادرة منه وبالشراكة مع كلية العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف والمركز الدولي للحياد في جنيف. ولفت الى ان النقاشات تركزت على قبول مفهوم الحياد الذي اصبح ضرورة للبنان، مشيراً الى مقاربات مختلفة حول آليات تطبيقه وتوقيته واولوياته، و"قد اثبتت التجارب ان الحياد ليس موقفاً سلبياً بل هو استراتيجية قائمة على اركان ثلاثة اساسية: الركن النشط، والبناء، والملتزم.

وقال معلوف: "لقد اكدتم في خطاب القسم على اهمية البحث في خيار الحياد كوسيلة لحماية لبنان وتثبيت موقعه في المنطقة وقد شكل خطابكم توجهاً واضحاً وشجاعا للدولة، يتقاطع بشكل كبير مع مبادئ الحياد الايجابي التي ندرسها ونسعى الى ترسيخها وان تأكيدكم على هذا النهج يعزز قناعتنا بأن لبنان يقف اليوم امام لحظة مفصلية وفرصة لإعادة تعريف دوره". وأكد ان ادراج نية لبنان رسمياً باعتماد الحياد الايجابي في اي مسار تفاوضي مقبل ضرورة استراتيجية للبنان ويقدم رسالة واضحة ان لبنان يتجه نحو ترسيخ السلام والاستقرار، وهو ضمانة داخلية لكل من يتخوف من مسألة تسليم السلاح .وكشف معلوف عن تبلور فكرة تشكيل لجنة للحياد الايجابي تضم ممثلين عن الاحزاب وخبراء واكاديميين ومختصين في هذا المجال ستعمل على متابعة المسار التنفيذي وادارة النقاشات بين مختلف الاطراف لا سيما في ما يتعلق بالتعديلات الدستورية المتعلقة بالحياد لتوفير اكبر اجماع ممكن وتهيئة الارضية لهذا المشروع الاستراتيجي.

وقدم معلوف للرئيس عون خلال اللقاء دراسة شاملة تم اعدادها من قبل المركز حول امكانية تطبيق الحياد الايجابي في لبنان استندت الى تجارب دولية وابحاث وقد اخذت في الاعتبار الخصوصيات السياسية والتاريخية للبنان وتضم توصيات عملية واطر عمل يمكن ان تساهم في دعم جهود الرئيس عون في بناء دولة قوية وسيدة، وموحدة تحت راية جيش شرعي واحد.


المنشورات ذات الصلة