عاجل:

وقف الأعمال العدائية بحكم الميت… تصعيد إسرائيلي وتعثّر الوساطات ولبنان في قلب «حلقة مفرغة»!

  • ١٩

كتبت صحيفة الديار أنّ الذكرى الأولى لانتهاء الحرب «على الورق» تمرّ ووقف الأعمال العدائية بات «بحكم الميت»، بعدما التزم لبنان كامل بنود الاتفاق فيما مزّقته إسرائيل عملياً عبر استمرار اعتداءاتها. ومع تصاعد التهويل بحرب جديدة ترفض تل أبيب التفاوض بشأنها، تتعمّق الانقسامات في الداخل اللبناني، بينما يُعوَّل على الزيارة المرتقبة للبابا لاون الرابع عشر لتخفيف موجة الكراهية، إذ يحمل رسالة سلام في لحظة إقليمية مفصلية.

رفض إسرائيلي لأي تهدئة خلال زيارة البابا

وبحسب مصادر دبلوماسية، لم تتجاوب إسرائيل مع المساعي الفرنسية – الفاتيكانية لوقف مؤقّت للأعمال العدائية خلال الزيارة البابوية. أما واشنطن فرفضت تقديم ضمانات، فيما جاء الرد الإسرائيلي واضحاً: البابا غير مهدَّد، لكن أي هدف متاح سيُستهدف، ولن يصدر أي التزام بوقف الضغط على حزب الله.

المبادرة المصرية في مهبّ الريح

وغادر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بيروت تاركاً أجواءً سلبية، في ظل غياب خطة واضحة لوقف التصعيد. وتكشف الديار أن القاهرة تخلّت عملياً عن فكرة «تجميد السلاح» التي حملها رئيس الاستخبارات حسن رشاد بعد رفض أميركي مزدوج. ومع ذلك، وعدت القاهرة ببذل جهود لإقناع واشنطن بالعودة إلى تقييم حصرية السلاح جنوب الليطاني فقط مطلع العام المقبل، باعتبار أنّ توسيع التقييم إلى كامل الأراضي اللبنانية «غير منطقي» لوجستياً. وتفيد المعلومات أنّ واشنطن منقسمة بين الكونغرس والبيت الأبيض من جهة، و«البنتاغون» من جهة أخرى، حيث يبدي الأخير تفهّماً لدور الجيش جنوباً، لكن الضغوط الإسرائيلية أسهمت في تغيير المزاج داخل الإدارة.

اتصالات باريس – طهران بلا نتائج

وتشير الصحيفة إلى أنّ المحادثات الفرنسية – الإيرانية لم تُفضِ إلى أي تقدّم، إذ لم تتمكن باريس من تقديم ضمانات لطهران في ظل غياب التفاهم مع الأميركيين. وتعتبر إيران أن ما يُعرض عليها وعلى حزب الله ليس إلا «استسلاماً»، سواء في الملف اللبناني أو النووي.

قلق فرنسي وتشدّد أميركي

وتخشى باريس أن يؤدي «الضغط الأقصى» على لبنان إلى تفجير استقراره الهش بدلاً من تثبيته. وفيما تستعد الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لزيارة باريس، ترجّح مصادر أن تسمع واشنطن موقفاً فرنسياً يرفض الضغط على طرف واحد دون «خطوة مقابلة» من إسرائيل، مثل الانسحاب من إحدى النقاط الخمس، وهو ما ترفضه تل أبيب حالياً.

إسرائيل تلوّح بالتخلي عن «الاحتواء»

وتروج تل أبيب لقرب الانتقال إلى تصعيد غير محدود رهن «ضوء أخضر» أميركي، مع اعتبار واشنطن أن زيادة الضغط العسكري قد تجبر الحكومة اللبنانية والجيش على نزع سلاح حزب الله. وتنقل يسرائيل هيوم أنّ الإدارة الأميركية أعطت لبنان مهلة حتى 31 كانون الأول لنزع السلاح، توازياً مع تهديدات وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالحرب إذا لم يتم ذلك.

تغييرات في مقاربة واشنطن

ووفق هآرتس، تبدّلت المقاربة الأميركية مع تولّي ميشال عيسى منصبه كسفير في بيروت، وتحوّل الملف من يد توم براك إلى عيسى وأورتاغوس. وترى الإدارة الأميركية اليوم إمكانية «فرض السلام بالقوة» وفق رؤية نتنياهو، على أمل دفع لبنان نحو مفاوضات سياسية وربما تطبيع لاحق.

المعادلة المستحيلة: حلقة مفرغة بلا مخرج

تلخّص الديار المشهد بالقول إن كل طرف يقف في مربعه: إسرائيل تطالب بنزع سلاح الحزب قبل الانسحاب، الحكومة اللبنانية تربط نزع السلاح بالانسحاب، الحزب يرفض نزعه إلا في إطار تسوية شاملة تبدأ بانسحاب إسرائيل، فيما يصرّ الأميركيون والمجتمع الدولي على نزع السلاح قبل أي مساعدات. وهكذا تستمر «الحلقة المفرغة» بلا حلّ.

ميدانياً وتنسيقاً مع واشنطن

استهدفت الغارات الإسرائيلية مناطق عدة في الجنوب، فيما كشفت هآرتس أنّ اغتيال هيثم علي الطبطبائي نُفّذ بدعم أميركي غير مباشر ضمن تنسيق أمني مشترك تجاه حزب الله.

تباين بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة

وأكد الرئيس جوزاف عون للأمم المتحدة الترحيب بأي مساعدة لوقف الاعتداءات، مشيراً إلى مبادرات أطلقها من دون أي تجاوب. في المقابل، واصل رئيس الحكومة نواف سلام تمايزه، إذ اعتبر أن لبنان «متأخر» في بسط السيادة، منتقداً سردية حزب الله حول السلاح، ومؤكداً أن السلاح «لم يردع» الاعتداءات ولم يحمِ اللبنانيين، مستشهداً بعشرات القرى المدمَّرة. كما ذكّر بأن اتفاق وقف الأعمال العدائية يحدد ست جهات فقط مخوّلة حمل السلاح.

النهاية مفتوحة… والتهويل مستمر

ومع بقاء الأفق السياسي مغلقاً وتصاعد الضغط العسكري والدبلوماسي، يبقى لبنان في قلب دائرة احتمالات خطيرة، فيما يستمر التهويل الإسرائيلي بأن الرد المقبل «سيكون غير متناسب»، وسط قناعة متزايدة بأن المنطقة تقترب من منعطف حاسم.

المنشورات ذات الصلة