جاء في جريدة "الخليج":
اكتملت الاستعدادات اللبنانية الرسمية والشعبية لاستقبال بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر اليوم الأحد، في بداية زيارته للبنان التي تستمر حتى بعد غد الثلاثاء، واستبق حزب الله الزيارة بتوجيه رسالة إلى الأب الروحي للكاثوليك في العالم، للدفاع عن حقوق الشعوب الممتهنة، فيما طالب السفير الأمريكي لدى بيروت الحكومة اللبنانية إلى تنفيذ تعهداتها بشان نزع سلاح حزب الله، وأكد أن إسرائيل لا تحتاج إلى إذن واشنطن للدفاع عن نفسها، في وقت طلبت الولايات المتحدة من لبنان استرداد صاروخ لم ينفجر استخدمته إسرائيل في استهداف قائد عسكري لحزب الله في جنوب بيروت.
ينتظر اللبنانيون من زيارة الأب الفاتيكان أن تعيد تسليط الأضواء السياسية والدبلوماسية والإعلامية الدولية على الوضع اللبناني في مرحلة مصيرية، وفي غمرة التحولات الضخمة التي تشهدها المنطقة، والمأمول أن تنعكس إيجاباً على لبنان لجهة تحويل شعارها «طوبى لفاعلي السلام» إلى واقع يخرجه من دائرة الخطر المحدقة به والمؤشرة إلى انفجار أمني قريب.
وقد صدر عن الجهاز الإعلامي في «حزب الله» أمس بيان يتضمن رسالة إلى الحبر الأعظم دعاه في سياقها إلى مراعاة حقوق الشعوب التي يجري امتهانها من قبل الدول، مشيراً إلى أن ما شهده قطاع غزة على يد إسرائيل هو جريمة إبادة موصوفة. وإن ما تقوم به في لبنان هو «عدوان متماد، مرفوض ومدان».
عشية زيارة البابا لوحظ انخفاض منسوب الغارات والاستهدافات الإسرائيلية في الساعات الأخيرة،حيث سجلت، أمس، غارة إسرائيلية واحدة على وادي علما الشعب. وعمد الجيش اللبناني إلى إقران القول بالفعل فعرض إنجازاته جنوب الليطاني وفق الخطة الموضوعة، من خلال جولة للإعلاميين جنوبي الليطاني.
في المقابل أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن التقديرات السياسية والأمنية لا تزال تشير إلى تعزيز «حزب الله» وجوده. كما لفتت إلى أن «التقديرات تؤكّد الاقتراب من تصعيد أكبر في لبنان».
وأفادت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بأن الولايات المتحدة وجهت طلباً عاجلاً للحكومة اللبنانية بإعادة صاروخ لم ينفجر في الهجوم الأخير على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأوضحت أن واشنطن طالبت بيروت بإعادة صاروخ لم ينفجر في الهجوم الذي استهدف رئيس أركان حزب الله هيثم الطبطبائي. وأشارت إلى أنها قنبلة انزلاقية من طراز» GBU-39B» . ومن بين 8 صواريخ أطلقت فقد انفجرت منها 7. وأفادت الصحيفة بأن تقريراً مقلقاً يتحدث عن قنبلة إسرائيلية لم تنفجر وتحتوي على تطورات تكنولوجية غير متوفرة في روسيا أو الصين.
وأوضحت أن واشنطن طالبت بضمان نقل القنبلة إليها بسرعة. من جهته، أكد السفير الأمريكي في لبنان ميشال عيسى أن على الحكومة اللبنانية تنفــــيذ ما وصفه بأنــــه «القرار التاريخي» المتعلّق بنزع سلاح «حزب الله» والتنظيمات المسلحــــة الأخرى، معتبراً في مقابلة مع صحيفـــــــة «هآرتس» الإسرائيلية، أن «هذه الخطوة تشكّل المدخل الأساسي لاستعادة الدولة اللبنانية سلطتها الشرعية».
وقال إن نزع سلاح الحزب «سيعيد إلى اللبنانيين دولتهم، ويؤمّن مستقبل لبنان السياسي والاقتصادي»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن واشنطن «تواصل اتصالاتها مع الحكومة اللبنانية، وتحثها على المضي قدماً في تنفيذ الاتفاقات ذات الصلة». وقال عيسى إن «إسرائيل تقيم احتياجاتها الأمنية بنفسها وستتخذ كل الوسائل التي تراها مناسبة لحماية مواطنيها، وهي ليست بحاجة إلى إذن واشنطن لتدافع عن نفسها».