عاجل:

زيارة تاريخية إلى بيروت وسط تهديدات إسرائيلية بالحرب

  • ٢٤

جاء في جريدة "الخليج" الاماراتية:

وصل البابا ليو الرابع عشر إلى بيروت، أمس الأحد، حاملاً رسالة سلام إلى لبنان الغارق في أزمة مزمنة ولا يزال يعيش تبعات حرب دامية مع إسرائيل. ودعا البابا اللبنانيين إلى المصالحة والتحلي ب«شجاعة» البقاء في بلدهم، مشدداً على أهمية «المصالحة» من أجل مستقبل مشترك. كما أكد أن الحل الوحيد للصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل والفلسطينيين يجب أن يتضمن قيام دولة فلسطينية.

وهبطت طائرة البابا الأمريكي في مطار رفيق الحريري الدولي، آتياً من إسطنبول في زيارة تاريخية تستمر حتى غد الثلاثاء. وأقيمت مراسم استقبال رسمية للحبر الأعظم في المطار، حيث كان في استقباله رئيس الجمهورية جوزيف عون يحيط به رئيسا مجلسي النواب نبيه بري والوزراء نواف سلام.

وهذه الزيارة يترقبها اللبنانيون وسط ظروف وطنية وسياسية بالغة الحساسية. وشكل هبوط الطائرة البابوية اللحظة الافتتاحية لبرنامج الزيارة المكثف، الذي يتضمن محطات روحية ورسمية، ترافقه إجراءات أمنية استثنائية داخل المطار وفي محيطه. وقد شهدت العاصمة والمناطق اللبنانية حالة واسعة من المتابعة والترقب، بالنظر إلى ما قد تحمله الزيارة من رسائل ومواقف ذات دلالات في هذا التوقيت.

وفور خروج البابا من الطائرة عمت أجواء احتفالية لافتة في مختلف المناطق اللبنانية، قرعت الكنائس أجراسها ترحيباً بقدومه، فيما أطلقت مدفعية الجيش 21 طلقة تحية رسمية، كما ترددت صفارات البواخر في مرفأ بيروت في مشهد يعكس حجم الاستقبال الشعبي والرسمي لهذا الحدث التاريخي.

وبعد مصافحة مستقبليه غادر البابا مطار بيروت متجهاً إلى القصر الجمهوري، حيث أقيم له حفل استقبال شارك فيه العديد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية.

وفي أول خطاب ألقاه في القصر الرئاسي، بحضور المسؤولين اللبنانيين ودبلوماسيين وممثلين عن المجتمع المدني، شدد الحبر الأعظم على أهمية السلام الداخلي بين اللبنانيين، وهي كلمة كررها 27 مرة في خطابه، من دون التطرق إلى الأوضاع الإقليمية والدولية أو الحرب الأخيرة بين «حزب االله» وإسرائيل، التي تواصل شن ضربات دامية على لبنان.

وقال البابا: «هناك لحظات يكون فيها الهروب أسهل، أو ببساطة، يكون الذهاب إلى مكان آخر أفضل. يتطلب البقاء أو العودة إلى الوطن شجاعة وبصيرة». وتابع «نعلم أن عدم الاستقرار والعنف والفقر ومخاطر كثيرة أخرى هنا، كما في أماكن أخرى من العالم، تسبب نزيفاً في الشباب والعائلات الذين يبحثون عن مستقبل في مكان آخر، مع شعور عميق بالألم لمغادرة الوطن». ودعا اللبنانيين إلى اتباع «طريق المصالحة الشاق»، موضحاً أن ثمّة «جراحاً شخصية وجماعية تتطلب سنوات طويلة وأحياناً أجيالاً كاملة لكي تلتئم».

وشدد البابا على أن لبنان بحاجة إلى استمرارية الأمل والعمل المشترك لبناء مجتمع متماسك قادر على تجاوز تحدياته وتحقيق السلام الدائم، مؤكداً أن فاعلي السلام لا يهربون بل يجرؤون على البقاء حتى لو كلفهم ذلك بعض التضحية. وأوضح أن السلام لا يمكن أن ينمو إلا في سياق حي وعملي يقوم على الروابط التاريخية والجغرافية. كما أكد البابا، في طريقه من إسطنبول إلى بيروت أن الحل الوحيد للصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل والفلسطينيين يجب أن يتضمن قيام دولة فلسطينية، في تأكيد لموقف الفاتيكان في هذه القضية.

وفي كلمته الترحيبية بالبابا، قال عون: إن «لبنان يجمع بين الإيمان والحرية والاختلاف والوحدة»، مؤكداً أن بلده يتطلع إلى إنهاء الحروب والدمار. وأضاف أن بقاء لبنان الذي نعرفه هو شرط لقيام السلام والمصالحة. وذكر عون «أنه إذا تعطل لبنان سيكون البديل خطوط تماس بين التطرف والعنف الفكري، مضيفاً: أبلغوا العالم بأننا لن نستسلم ولن نرحل بل سنبقى هنا».

المنشورات ذات الصلة