عن أفق العلاقات البولندية-الروسية المتوترة، نشرت أسرة تحرير "نيزافيسيمايا غازيتا" المقال التالي:
أجرى باحثون اجتماعيون بولنديون من وكالة أبحاث SW، بتكليف من صحيفة Rzeczpospolita، استطلاعًا حول احتمال قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا. أكتسب الموضوع أهمية خاصة مع إغلاق السلطات البولندية القنصلية الروسية في غدانسك (بعد أن أغلقت سابقًا قنصليتين في بوزنان وكراكوف)، وردّت روسيا بإعلانها إغلاق القنصلية البولندية في إيركوتسك بحلول نهاية العام. وقد تدهورت العلاقات، المتعثرة أصلًا، بعد تفجير خطوط السكك الحديدية بين وارسو ولوبلين. تشتبه السلطات البولندية بتورط اثنين من الأوكرانيين وتنسب إليهما صلات بروسيا.
وكما اتضح، أيد 42.6% من المشاركين في الاستبيان فكرة قطع العلاقات الدبلوماسية مع موسكو، وعارضها 28.5%، بينما لم يحسم 28.8% موقفهم. تكشف البيانات عن نتائج مهمة: فرغم أنهم لا يشكلون أغلبية ساحقة، إلا أن كثيرًا من المواطنين مستعدون لدعم إجراءات تعدّها الحكومة نفسها سابقة لأوانها، إن لم تكن جذرية.
إغلاق القنصليات خطوةٌ غير ودية، خاصةً وأنها تندرج ضمن سلسلة خطوات أخرى. مهما يكن من أمر، فيمكن التراجع عنها. أما قطع العلاقات الدبلوماسية فهو قرارٌ أكثر صرامةً وجذرية. هذا يعني أنه سيتعين إعادة بناء العلاقات المستقبلية من الصفر تقريبًا.. من المستبعد أن تكون السلطات الروسية أول من يتخذ مثل هذا القرار. والسلطات البولندية لا تفعل ذلك أيضًا. إنها مضطرةٌ إلى استغلال مشاعر البولنديين المتوترة، لأن النخبة الحاكمة لا تزال في منافسةٍ شديدةٍ مع المعارضة (وقد خسرت الانتخابات الرئاسية أمامها).