كشفت اوساط اميركية ان دوائر القرار في واشنطن، وخصوصاً لدى صقور الإدارة، تنظر إلى تعيين السفير سيمون كرم في الميكانيزم كخطوة «مطمئنة»، خففت من حدة الضغوط التي مورست في الأسابيع الأخيرة على بيروت، اذ ان الصقور الذين يطالبون بتشديد المقاربة تجاه لبنان، كانوا ينظرون إلى غياب شخصية لبنانية قادرة على مخاطبة الأميركيين بلغة مفهومة وواقعية كأحد أسباب التشدد، باعتبار أن لبنان كان يظهر ضعيف التمثيل أو غائب الصوت في الآلية الدولية وفق ما نقلته صحيفة الديار.
وتابعت الاوساط، بان تعيين كرم بخبرته وعلاقاته العميقة في واشنطن، وبقدرته على قراءة المزاج السياسي الأميركي، أتاح فرصة جديدة امام السلطة، فالصقور الذين كانوا يميلون إلى رفع سقف الضغط نحو مقاربة أكثر قسوة، وجدوا في الخطوة اللبنانية رسالة «انفتاح ومسؤولية»، أقله في الشكل، بما يتيح الانتقال من مقاربة «الاتهام» إلى مقاربة «التفاوض المشروط»، رغم ان هذا الارتياح لن يترجم تراجعا كاملا في الضغط، لكنه ستخف حدته بالتأكيد، حيث ثمة اقتناع داخل تلك الدوائر بأن وجود شخصية مثل كرم ،يسهل على واشنطن فهم الصورة من داخل لبنان، لا من خلال «الرواية الإسرائيلية» فقط، ويمنح الديبلوماسية الأميركية منفذا للتواصل بعيداً عن الضجيج السياسي، كاشفة بان اول غيث هذا التغيير، تمثل في اعلان البنتاغون موافقته على «بيع محتمل» لمركبات تكتيكية متوسطة «إم 1085إيه 2» و»إم1078 إيه2 « وعتاد ذي صلة إلى لبنان، بتكلفة تقديرية 90.5 مليون دولار.