عاجل:

لودريان في بيروت: انخراط فرنسي متقدّم ومساعٍ لتثبيت المسار التفاوضي وتحصين الجبهة الجنوبية

  • ٢٤

علمت نداء الوطن أنّ زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان شكّلت مؤشراً واضحاً على دخول باريس مرحلة أكثر انخراطاً في الملف اللبناني، في توقيت إقليمي دقيق تتقاطع فيه الضغوط السياسية مع التهديدات الأمنية. ووفق مصدر مطّلع تحدّث إلى نداء الوطن، فإن اللقاء الذي جمع لودريان برئيس الجمهورية جوزاف عون اتّسم بطابع عسكري وتفاوضي، حيث استفسر الموفد الفرنسي مطوّلاً عن عمل “الميكانيزم”، مشيداً بانعقاد جلستها الأولى بعد تعيين الأعضاء السياسيين، واصفاً إياها بأنها خطوة إيجابية قد تساهم في تجنيب لبنان ضربة عسكرية، شرط استمرار المسار وتحقيق نتائج ملموسة.

كما أبدى لودريان اهتماماً بإعادة تفعيل “مؤتمر دعم الجيش”، مشيراً إلى أهمية اللقاء المرتقب في 18 كانون الأول، الذي سيجمع قائد الجيش العماد رودولف هيكل، والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، ومستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر، والموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان. وتراهن الإليزيه على أن يشكّل هذا اللقاء منصة لتوحيد المقاربة الدولية حول المسارين السياسي والأمني، ولا سيما ما يتعلق بضبط التوتر على الجبهة الجنوبية.

من جانبه، أكّد الرئيس عون، الذي يتوجّه اليوم إلى سلطنة عُمان التي تضطلع بدور “الوسيط الهادئ” في النزاعات الإقليمية، أنّ “تحريك اجتماعات الميكانيزم يعكس إرادة لبنان في اعتماد الحلول الدبلوماسية ورفضه المطلق للحرب”، لافتاً إلى أنّ “المواقف المرحّبة من الدول الشقيقة والصديقة تثبت صواب هذا الخيار، وتساهم في تخفيف الضغط الناجم عن الاعتداءات المتكررة على لبنان”.

وبحسب المصدر، فإن زيارة لودريان حملت ما يكفي من المؤشرات لتأكيد استمرار الحضور الفرنسي في صلب الجهود الدولية، بانتظار ما ستُسفر عنه الاجتماعات المقبلة، وما إذا كانت ستنجح في نقل الأزمة من مرحلة إدارة الوقت إلى مسار فعلي لإنتاج حلول قابلة للتطبيق.

المنشورات ذات الصلة