عاجل:

ثلاثة استحقاقات مفصلية تضع لبنان على خريطة التحركات الدولية… وبري يفتح قناة مباشرة مع البيت الأبيض!

  • ٣٣

تتجه الأنظار هذا الشهر إلى ثلاثة استحقاقات أساسية من شأنها رسم ملامح المرحلة المقبلة في لبنان، وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتكثّف المبادرات الدبلوماسية الدولية.

الاستحقاق الأول يُعقد في 18 الجاري، حيث يجتمع ممثلون فرنسيون وأميركيون وسعوديون مع قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل في اجتماع تحضيري يسبق مؤتمر دعم الجيش المقرر مطلع العام المقبل. ويُنظر إلى هذا اللقاء كمحطة مفصلية في تحديد حجم ونوعية المساعدات الدولية للمؤسسة العسكرية في ظل الأزمة الاقتصادية والانكشاف الأمني.

أما الاستحقاق الثاني، فيأتي في 19 الجاري، مع عودة منصة "الميكانيزم" إلى الواجهة السياسية، حيث يشارك السفير اللبناني سيمون كرم للمرة الثانية ممثلاً لبنان في اجتماعاتها، وسط توقعات بحضور أكثر فعالية في النقاشات المرتبطة بمستقبل الترتيبات الحدودية والسياسية في المنطقة.

وفي 29 الجاري، تتجه الأنظار عالمياً إلى البيت الأبيض حيث يُعقد لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتشير معلومات ديبلوماسية إلى أنّ الملف اللبناني سيكون بنداً أساساً على طاولة البحث، في ضوء التطورات المتسارعة على الحدود الجنوبية والتحركات الإقليمية.

في الداخل، لفتت زيارة السفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى إلى عين التينة مرتين خلال 24 ساعة الأنظار، ما أثار تساؤلات حول احتمال لعبه دور “الوسيط الموازي” في محادثات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل، كما لمح الموفد الأميركي السابق توم براك. غير أن مصادر عين التينة أوضحت أن الزيارة الأولى كانت ضمن وفد مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان، فيما جاءت الثانية بصفة منفردة.

صحيفة "الديار" نقلت أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري يتحرك لملء ما تسميه “الفراغ السيادي”، عبر رسائل داخلية وخارجية تهدف إلى تشكيل مناخ وطني موحد في مواجهة ما يصفه بـ“الطروحات الخارجية المسمومة”. وتشير مصادر مطلعة إلى أنّ بري يسعى لاستثمار “الكيمياء الواضحة” بينه وبين السفير الأميركي ميشال عيسى الذي أبدى رغبة في الانفتاح على عين التينة، مستفيداً من علاقته الشخصية بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتؤكد المصادر أنّ بري يعتبر أنّ لا أحد يمتلك قدرة التأثير على إسرائيل اليوم سوى الرئيس ترامب، وأنه يسابق الوقت لإيصال موقف لبنان بصوت واضح إلى البيت الأبيض، تجنباً لأي تصعيد قد ينتج عن لقاء ترامب–نتنياهو نهاية الشهر. وبحسب المعلومات، يعمل بري على بلورة رسالة رسمية تُنقل إلى ترامب عبر السفير عيسى، الذي لم يمانع نقلها، سعياً لفتح نافذة تفاوض تؤدي إلى تهدئة متدرجة على الحدود وإعادة تثبيت الاستقرار.

وبين الحراك الدولي المكثف والتحركات الداخلية المتسارعة، يبدو أنّ لبنان يقف مجدداً عند مفترق طرق دقيق، تحكمه رسائل الخارج وتوازنات الداخل، في انتظار ما ستحمله لقاءات هذا الشهر من إشارات قد تحدد شكل المرحلة المقبلة.

المنشورات ذات الصلة