عاجل:

ضغوط دبلوماسية متصاعدة: بري يضع شروطه للسلام… وكشف مداولات “الميكانيزم” ومخاوف من انزلاق سريع!

  • ٢٧

في ظلّ تسارع الاتصالات الدبلوماسية وكثافة اللقاءات الدولية المتّصلة بالملف اللبناني، برزت معلومات جديدة نقلتها صحيفة "نداء الوطن" حول مضمون المحادثات الجارية بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والسفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى، والتي تعكس طبيعة المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها البلاد.

وبحسب الصحيفة، يعمل السفير عيسى على إقناع بري بأنّ المرحلة المقبلة تتطلب تأمين مصالح الطائفة الشيعية في لبنان ما بعد حقبة “حزب الله”، في إطار مسار سياسي جديد يتقاطع مع الطروحات الأميركية والإقليمية. ونقلت مصادر أميركية مواكبة للقاء أنّ بري لا يمانع من حيث المبدأ التوصل إلى اتفاق سلام، لكنه غير مطمئن إلى الوعود الأميركية، وقد وضع شرطاً واضحاً:

إعلان إسرائيلي رسمي بوقف العدوان على لبنان ليكون المدخل الوحيد لتوسيع الوفد المفاوض، وإشراك ممثلين شيعي وسني ودرزي إلى جانب السفير سيمون كرم، بما يمنح أي خطوة تفاوضية شرعية وطنية شاملة.

وفي سياق متصل، نقلت “نداء الوطن” عن مصدر سياسي مطلع أنّ الهامش الذي كان متاحاً للبنان في ملف “حصرية السلاح” بدأ يضيق بشكل كبير، خصوصاً بعد انتقال التمثيل اللبناني في اجتماعات “الميكانيزم” إلى وفد يرأسه السفير سيمون كرم. هذا التحوّل—على أهميته التقنية—يعكس محاولة لخلق مرونة تفاوضية، لكنه لا يبدّد المخاطر، إذ يبقى خفض التصعيد رهناً بقرارات سياسية كبرى.

وحذّر المصدر من أنّ استمرار الأداء اللبناني بالوتيرة نفسها من دون تغيير جوهري قد يدفع البلاد نحو سيناريوهات خطيرة، “وربما أقرب مما يعتقد كثيرون”، على حدّ قوله.

المصدر نفسه شدّد على أنّ الطرح الإسرائيلي بإقامة منطقة عازلة شمال الحدود مرفوض رسمياً وشعبياً ووطنياً، معتبراً أنّ لبنان لا يمكن أن يقبل بأي صيغة تمسّ بسيادته أو تعيد إنتاج واقع احتلالي مقنّع. وأضاف أنّ الضغوط الدولية المتصاعدة تضع لبنان أمام اختبار صعب لتثبيت موقف موحّد.

لكنّ الإشكالية الأعمق، بحسب المصدر، تكمن في غياب استراتيجية تفاوض لبنانية واضحة، إذ يدخل الوفد المفاوض الاجتماعات من دون إطار موحد أو خطة متكاملة. هذا الواقع يضع السفير كرم أمام عبء إضافي لابتكار مقاربات تؤمّن المصالح اللبنانية وتمنع الفراغ التفاوضي من التحول إلى نقطة ضعف خطرة. وأشار إلى أنّ غياب رؤية شاملة ينسحب أيضاً على الملفات السيادية والأمنية الأخرى، ما يبقي الدولة في موقع ردّ الفعل وليس المبادرة.

وفي تطور آخر يزيد المشهد تعقيداً، كشف السفير الأميركي في الأمم المتحدة مايك والتز أنّ الولايات المتحدة تعمل على تقليص حجم قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، “حتى لا يستخدمها حزب الله غطاء لعملياته”، في موقف يُتوقع أن يثير نقاشاً لبنانياً ودولياً واسعاً في مرحلة شديدة الحساسية.

وبهذا، يظهر أنّ لبنان يقف عند مفترق مصيري، بين ضغوط خارجية تتسارع، وفراغ داخلي في الرؤية السياسية، ومع اقتراب استحقاقات إقليمية تحمل في طياتها تحولات كبرى قد تعيد رسم المعادلات بالكامل.

المنشورات ذات الصلة