عاجل:

تحولات خطيرة جنوباً: واشنطن تلوّح بتقليص اليونيفيل… وبري يتمسّك بـ“المسلّمات الثلاث” في المفاوضات عبر الميكانيزم!

  • ١٩

تواصل التطورات المتسارعة على خطّ الجنوب إلقاء ظلال ثقيلة على المشهد السياسي اللبناني، وسط مؤشرات أميركية جديدة وتشدّد لبناني واضح في شروط التفاوض.

فقد نقلت صحيفة "الأخبار" عن مصادر مطلعة أن تصريحات السفير الأميركي في الأمم المتحدة مايك والتز بشأن تقليص حجم قوات اليونيفيل ليست معزولة، بل تشكّل مقدمة لخطوات محتملة تهدف إلى جعل "الميكانيزم" الإطار الوحيد لمتابعة ملف الجنوب، في ظل قلق فرنسي من هذا المسار، وهو ما شكّل محوراً أساسياً في مباحثات الموفد الفرنسي لودريان خلال زيارته الأخيرة لبيروت.

على خط موازٍ، جدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس تمسّكه بما وصفه بـ**«مسلّمات التفاوض»** في إطار لجنة “الميكانيزم”. وأوضح أنّ هذه المسلّمات ثابتة ولا تُمسّ، وتشمل:

-الانسحاب الإسرائيلي الكامل،

-انتشار الجيش اللبناني،

-حصر السلاح جنوب الليطاني بيد الجيش اللبناني فقط.

وأكد بري أنّ لجنة “الميكانيزم” هي بالفعل إطار تفاوضي برعاية أميركية–فرنسية–أممية، مضيفاً أنّه لا مانع من الاستعانة بخبراء مدنيين أو تقنيين متى دعت الحاجة، “شرط الالتزام بتنفيذ الاتفاق”.

وقال بري إن لبنان أنجز منذ تشرين الثاني 2024 كل ما هو مطلوب منه، مشيراً إلى انتشار أكثر من 9300 ضابط وجندي في الجنوب بمؤازرة اليونيفيل، التي أكدت بدورها التزام لبنان الكامل، في مقابل نحو 11 ألف خرق إسرائيلي للاتفاق وفق أحدث التقارير الدولية.

وردّ بري بقوة على تصريحات الموفد الأميركي توم برّاك عن «ضمّ لبنان إلى سوريا»، معتبراً أنها “غلطة كبيرة غير مقبولة” ولا تليق بلغة التخاطب الدبلوماسي، مشدداً على أنّ اللبنانيين “لا يُهدَّدون”.

في المقابل، تبرز معالم توجّه أميركي واضح عبر مواقف السفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى، الذي نقل عنه أنه يسعى إلى تعزيز المناخ السياسي الذي بدأ مع تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة المفاوضات. وأكد عيسى أمام سياسيين وإعلاميين أنّ واشنطن تعمل على فتح القنوات بين الأطراف وتعزيزها، مشدداً على أنّ المفاوضات “مباشرة مهما اختلف شكلها”، وأنّه لا حلّ من دونها.

وأوضح عيسى أنّ الولايات المتحدة لا تريد توسيع الحرب، لكنها “تتفهم هواجس إسرائيل”، مشيراً بوضوح إلى أنّ الأخيرة “لا تربط عملياتها العسكرية بالمفاوضات، بل بتحقيق هدف نزع سلاح حزب الله”.

وبذلك، يقف الملف الجنوبي عند مفترق شديد الحساسية:

ضغوط أميركية تتصاعد، تحفظات فرنسية تزداد، تمسّك لبناني بمحدّدات واضحة، وتحوّل لجنة الميكانيزم إلى مسرح تفاوضي أساسي قد يحدّد ملامح المرحلة المقبلة في الجنوب والبلاد.

المنشورات ذات الصلة