كتبت صحيفة "الأنباء" الإلكترونية أنّ رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط أطلق سلسلة مواقف سياسية بارزة خلال إطلالته التلفزيونية عبر برنامج "صار الوقت"، مستهلاً حديثه بتهنئة الشعب السوري في الذكرى السنوية لسقوط النظام البائد، معتبراً أن سقوط الأسد "انتصار للشعب السوري ولقوى 14 آذار"، ومذكّراً بالجرائم التي ارتكبها النظام بحق اللبنانيين والسوريين على حدّ سواء.
وأشاد جنبلاط بالإنجازات التي حققها الجيش اللبناني في الجنوب، داعياً إلى دعم المؤسسة العسكرية بالعتاد والمال لتطويع 10,000 عنصر إضافي، ومؤيداً استكمال تنفيذ خطة نزع السلاح على كامل الأراضي اللبنانية بعد الانتهاء من المرحلة الأولى جنوب الليطاني. ودعا واشنطن إلى توحيد موقفها تجاه لبنان، مجدداً تأييده لتكليف السفير سيمون كرم بمهام التفاوض.
وشدّد جنبلاط على أنّ لبنان "بين مطرقة إسرائيل وسندان إيران"، داعياً طهران إلى الكفّ عن استخدام لبنان كأداة تفاوضية في ملفها النووي. وعلّق على التقارير حول تدمير جزء كبير من الصواريخ، سائلاً:
"هل المطلوب تدمير الجنوب وتهجير القرى كي ننتهي من السلاح؟"
وبخصوص السويداء، جدّد رفضه جرّ الدروز إلى مشروع إسرائيلي، مطالباً بالتحقيق في الجرائم التي شهدتها المدينة تمهيداً لتحقيق المصالحة. كما حذّر من محاولات تحويل الدروز من طائفة إلى قومية، قائلاً إن إسرائيل "لا تعرف حدوداً لا في السياسة ولا في العنف"، مؤكداً أنّ المختارة ستبقى على ثوابتها ولو كان تيمور جنبلاط وحده في المواجهة.
وفي موازاة ذلك، استقبل جنبلاط في كليمنصو رئيس مجموعة العمل الأميركية حول لبنان (ATFL) السفير إدوارد غابرييل، حيث جرى عرض للتطورات اللبنانية والإقليمية. وتلقى جنبلاط رسالة من رئيس الاشتراكية الدولية بيدرو سانشيز عبر Global Progress Foundation شكره فيها على مشاركته في مأدبة العمل المخصصة لبحث سبل إحلال السلام في الشرق الأوسط.
حراك دبلوماسي مكثّف
وكشفت مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة تكثّف مساعيها لإقناع إسرائيل بالانتقال من النهج العسكري إلى المقاربة الدبلوماسية، إلا أنّ تل أبيب لا تزال ترفض تقديم أي رد إيجابي. وفي هذا السياق، برزت الزيارة الثانية للسفير الأميركي ميشال عيسى إلى عين التينة خلال 24 ساعة، في إشارة إلى حراك أميركي متسارع لاحتواء التوتر.
وفي المقابل، نقلت "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين أنّ "حزب الله يستعيد قدراته بدعم مالي إيراني"، مشيرة إلى أن إسرائيل "لن تنتظر إلى ما لا نهاية"، وأن لبنان "فكّك 80% من سلاح الحزب جنوب الليطاني لكنه غير قادر على إنجاز المهمة قبل نهاية العام".
اجتماع باريس… وترقّب دولي
وتشير المصادر إلى أن باريس ترى أن الواقع السياسي داخل إسرائيل يتداخل مع مجريات الجنوب، وأن نتنياهو يستغل هذا الوضع في معاركه الداخلية. وتسعى فرنسا مع واشنطن إلى "نزع الحجج الإسرائيلية" عبر ترجمة جهود الجيش اللبناني على المستوى السياسي، فيما تواصل باريس وواشنطن حوارهما حول الملف اللبناني.
وفي إطار التحضير لمؤتمر دعم الجيش، سيُعقد اجتماع في بيروت الأسبوع المقبل لتحديد الحاجات العسكرية للجيش وقوى الأمن الداخلي، إذ تريد باريس توسيع دور القوى الأمنية كي يتفرغ الجيش لمهامه الرئيسية. وأشارت المصادر إلى أنّ الدعم الدولي بات مشروطاً بتقدّم ميداني وسياسي متلازم.
كما ترى باريس أنّ "الميكانيزم" بصيغته الحالية غير كافٍ لحلّ كل الإشكالات، وأن التعيينات المدنية فيه تفتح الباب لترتيبات أكثر استدامة.
مواقف برّي
من جهته، ردّ رئيس مجلس النواب نبيه بري بقوة على كلام الموفد الأميركي توم براك حول ضمّ لبنان إلى سوريا قائلاً:
"ما حدا يهدد اللبنانيين… وما قاله غلطة كبيرة وغير مقبولة."
وأكد أنّ وحدة اللبنانيين هي السبيل الوحيد لمواجهة المخاطر. وجدد التأكيد أن الميكانيزم هو الإطار التفاوضي، قائلاً إن مسلّماته واضحة:
-الانسحاب الإسرائيلي،
-انتشار الجيش اللبناني،
-حصر السلاح جنوب الليطاني بيد الجيش.
وكشف بري أن لبنان نفّذ التزاماته كاملة تقريباً منذ تشرين الثاني 2024، وأن الجيش انتشر بـ 9300 ضابط وجندي بدعم اليونيفيل، في وقت ارتكبت فيه إسرائيل 11,000 خرق وزادت من مساحة احتلالها للأراضي اللبنانية.
وختم بري سائلاً: "أين ومتى وكيف التزمت إسرائيل ببند واحد من الاتفاق؟"