عاجل:

الولايات المتحدة لم تعد تلتزم بوثيقة حقوق الإنسان

  • ٢٠

نشرت "روسيا اليوم":

على الولايات المتحدة أن تعيد النظر في التزامها باحترام حقوق الإنسان لا سيما أنها ساهمت في صياغة الوثيقة التأسيسية لعام 1984. بول أوبرايان – Newsweek

لقد ذكرنا اليوم العالمي لحقوق الإنسان بالإعلان العالمي المتمثل في الوثيقة التأسيسية لعام 1948 التي تؤكد أن "جميع البشر يولدون أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق"، والتي ساهمت الولايات المتحدة في صياغتها. واليوم يتعين على الحكومة الأميركية أن تُعيد النظر بجدية في سجلها.

إن سجل الولايات المتحدة في مجال حقوق الإنسان ليس مثاليًا، ولكن في عهد الإدارة الحالية، تصاعدت الاعتداءات على حقوق الإنسان في الداخل والخارج بشكلٍ مُقلق. ومن استهداف المتظاهرين إلى معاملة المهاجرين بقسوة، ومن إرسال قوات مُسلحة إلى مجتمعاتنا إلى القتل خارج نطاق القانون لأكثر من 80 شخصًا في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، يجب وضع حدٍّ لاعتداء هذه الإدارة على حقوق الإنسان.

نحن نرفض الوقوف مكتوفي الأيدي لأن حقوق الإنسان عالمية، وهي حقٌّ لكل إنسان، في كل مكان، وفي كل زمان، لمجرد كونه إنسانًا. وقد تتجاهلها الإدارة حالياً، لكننا لن نفعل. وفي جميع أنحاء البلاد، يطالب ملايين الناس بالمساءلة واحترام حقوق الإنسان. وتذكرنا شجاعتهم بأنه يجب علينا ألا نوافق على هذا الاعتداء.

لقد تصاعدت الممارسات الاستبدادية وازدراء سيادة القانون بشكلٍ كبير. وتم استهداف الجامعات وقمع الاحتجاجات الطلابية وتهديد الحرية الأكاديمية. ولا يزال محمود خليل، وهو طالب محتج ومفاوض في جامعة كولومبيا، محتجزًا لأشهر قبل أن يأمر قاضٍ بالإفراج عنه، يواجه إجراءات قانونية جارية تتعلق بالهجرة. وكانت "جريمته" الوحيدة هي ممارسة حقه في حرية التعبير.

إن استهداف المتظاهرين السلميين وتهديدهم، بالإضافة إلى وضعهم القانوني، يُعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان. والرسالة واضحة لا لبس فيها، وهي أن المعارضة تعني التعرض للعقاب أو الاحتجاز أو الترحيل.

وقضية خليل ليست فريدة من نوعها، فقد واجه ما لا يقل عن 10 طلاب ونشطاء دوليين استهدافًا مماثلًا بسبب دفاعهم عن حقوق الفلسطينيين، بمن فيهم لقاء كرديا، وهي فلسطينية تبلغ من العمر 32 عامًا، محتجزة منذ 13 مارس 2025، بعد احتجاج في جامعة كولومبيا. ويجب إطلاق سراحها فورًا.

كما تم استهداف الصحفيين أيضًا، فقد رُحِّل الصحفي ماريو غيفارا، الذي اعتُقل في يونيو لتغطيته احتجاجًا في جورجيا، في أكتوبر. وهذا يبعث برسالة مرعبة إلى كل صحفي في الولايات المتحدة مفادها أن نقل الحقيقة قد يُعرِّضك للسجن أو الطرد من هذا البلد.

إن المهاجرين يُحتجزون دون أوامر قضائية أو إجراءات قانونية سليمة بأعداد غير مسبوقة في ظروف لا إنسانية وقاسية. وقد التقيت مؤخرًا بمحامين وأشخاص سبق احتجازهم في مركز احتجاز إيفرغليدز، المعروف باسم "ألكاتراز التمساح"، والذين رووا لي تقارير مروعة عن التعذيب والحرمان من الرعاية الطبية والظروف اللاإنسانية، فضلًا عن حرمانهم من حقهم في الاستعانة بمحامين، ووصفوا حياتهم بأنها "جحيم حقيقي".

كما سيطرت قوات مسلحة على شوارع المدينة، مُشكلةً تهديدًا خاصًا للمجتمعات ذات الأصول الأفريقية والأميركية، رغم مطالبة بعض القضاة الفيدراليين بالتوقف عن هذه الممارسات. وشنّ عناصر فيدراليون ملثمون مداهمات ليلية، وأرعبوا أحياءً بأكملها واعتقلوا أشخاصًا دون أوامر قضائية. ويُفصل الأطفال عن آبائهم، ويُحرم من لجأوا إلى حدودنا طلبًا للأمان من حقهم في طلب اللجوء. ويُقابل من احتجوا على هذه الأساليب القمعية بقوات مكافحة الشغب التي تُطلق عليهم الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

إن كل هذه الأفعال ليست نزاعات سياسية، بل هي انتهاكات لحقوق الإنسان. وتحاول هذه الإدارة إسكات المعارضة ببثّ الخوف في كل مكان. وكنتُ واحداً من 7ملايين شخص تظاهروا في أكتوبر رافضين التخلي عن حقوقنا. ونحن نمثل الشعب الذي يحشد للدفاع عن حقوقه ونتزايد عدداً وقوة.

لنتذكر أن حقوق الإنسان لا تتعلق باليمين أو اليسار، بل بالحق والباطل، وهي تحمي كرامة الإنسان وسلامته. وإذا التزمنا الصمت إزاء انتهاكات الحقوق وحرمان الأفراد منها، فالسؤال ليس ما إذا كانت ستتبعها انتهاكات أخرى، بل متى.

لقد حان وقت العمل الجماعي، ومصيرنا واحد؛ نلهم بعضنا بالاحتجاج ورفع الصوت والانضمام إلى الحركات المحلية التي تدافع عن حقوق من تُنتهك حقوقهم. ويجب على الكليات والجامعات حماية حقوق الطلاب في التعلم والأمان في الحرم الجامعي والتعبير عن أنفسهم بحرية، دون خوف أو عقاب. وعلى المشرعين محاسبة الإدارة بالتحقيق في الانتهاكات وخفض تمويل الوكالات التي تنتهك الحقوق وفرض رقابة حقيقية على بموجب القانون. كما يجب على الولايات المتحدة إعادة الانخراط عالميًا بالانضمام مجددًا إلى مبادرات وأنظمة حقوق الإنسان العالمية والالتزام بها.

أقرّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر 1948 حقوق الإنسان كأساس للحرية والعدالة والسلام. فلكل إنسان في كل مكان الحق في أن يعيش حياته بحرية ومساواة وكرامة. وبإمكاننا، بل يجب علينا، أن نشرع بالمساءلة والعمل الجماعي. وفي هذا اليوم، وفي كل يوم، فلنرفع أصواتنا ونطالب الولايات المتحدة بفعل الصواب.


المنشورات ذات الصلة