قال رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية في كلمة ألقاها لمناسبة ذكرى انطلاقة حركة حماس، إن الشعب الفلسطيني يمرّ بـ"معاناة قاسية وغير مسبوقة" نتيجة العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة المستمرة، مشيرًا إلى أن أكثر من 70 ألف فلسطيني استشهدوا، كان آخرهم القائد رائد سعد.
وأوضح الحية أن عشرات الآلاف من أبناء غزة يعيشون في العراء وسط البرد القارس والسيول، من دون ماء أو غذاء أو دواء، معتبرًا أن ما يتعرض له القطاع لم يشهده شعب آخر في العصر الحديث.
وتطرق إلى الأوضاع في الضفة الغربية، مؤكدًا أن الفلسطينيين هناك يتعرضون لحملة "إرهاب ممنهجة" من قبل الاحتلال والمستوطنين، في وقت يسارع فيه العدو إلى فرض مشروعه للاستيلاء على الأرض وسط صمت دولي مطبق.
وأكد أن المسجد الأقصى بات في قلب المعاناة، ويتعرض لمخاطر التهويد والتقسيم الزماني، الذي أصبح – بحسب قوله – أمرًا واقعًا، إضافة إلى محاولات التقسيم المكاني عبر اقتحامات يومية ينفذها مئات المستوطنين المتطرفين.
كما أشار إلى ما يتعرض له الفلسطينيون في أراضي عام 1948 من عنصرية وقمع ومصادرة أراضٍ وهدم منازل، معتبرًا أن الاحتلال يستهدف الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده.
وفي الشق المتعلق بالمقاومة، شدد الحية على أن مقاومة الشعب الفلسطيني ما زالت "حية وصلبة"، وأن قيادتها تمكنت من الصمود ومواجهة آلة القتل الإسرائيلية، مؤكّدًا أن المقاومة أثبتت أن العدو يمكن هزيمته وأن تحرير فلسطين ممكن عبر التخطيط الدقيق والعمل الدؤوب.
وقال إن الشعب الفلسطيني ومقاومته نجحا في كسر "أسطورة الردع الاستراتيجي" وادعاءات التفوق الأمني الإسرائيلي، معلنًا أن الحركة وضعت أولويات واضحة للمرحلة المقبلة في مواجهة التحديات والمخاطر.
وأوضح أن في مقدمة هذه الأولويات استكمال خطوات وقف الحرب وتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تشمل الانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة وبدء مشاريع الإعمار.
وأكد الحية تمسك حماس بالاتفاق ورفضها لأي شكل من أشكال الوصاية أو الانتداب على الشعب الفلسطيني، داعيًا الوسطاء، وخصوصًا الإدارة الأمريكية، إلى العمل الجدي لإلزام الاحتلال باحترام ما تم الاتفاق عليه.
وشدد على أن الحقوق الوطنية الثابتة، وفي مقدمتها حق المقاومة بكل أشكالها، هي حقوق مشروعة كفلتها القوانين الدولية، ومربوطة بإقامة الدولة الفلسطينية، مؤكدًا أن سلاح المقاومة حق مشروع لا يمكن التنازل عنه.
كما أعلن أن قضية الأسرى في سجون الاحتلال تبقى أولوية مركزية لدى الحركة، إلى جانب تفعيل الطاقات الإعلامية لمواصلة فضح جرائم الاحتلال أمام الرأي العام العالمي.
وختم بالقول إن مهمة أي قوات دولية يجب أن تقتصر على حفظ وقف إطلاق النار والفصل بين الجانبين على حدود قطاع غزة، فيما تقع على عاتق مجلس السلام مهمة رعاية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وتأمين التمويل والإشراف على إعادة إعمار القطاع.