عاجل:

3 مواعيد مصيريّة من باريس الى الناقورة فواشنطن

  • ٢٣

كتبت صحيفة "الديار":

يُعدّ الأسبوعان الفاصلان عن نهاية العام الجاري مفصليين بالنسبة للبنان، باعتبارهما يرسمان الى حد بعيد ملامح المرحلة المقبلة، والتي تنطلق رسميا مع انطلاقة العام الجديد. ويشهد هذان الأسبوعان 3 اجتماعات مصيرية، تبدأ في باريس في الثامن عشر من الشهر الجاري، حيث يُعقد الاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي لدعم الجيش، ويليه مباشرة اجتماع لجنة وقف النار «الميكانيزم» في التاسع عشر من الشهر الجاري في الناقورة، وصولا للتاسع والعشرين من هذا الشهر، موعد اللقاء المنتظر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

الموعد الأول

يُعتبر الموعد الأول، الذي يُشارك فيه قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، والذي تستضيفه فرنسا ويحضره الموفد الرئاسي جان إيف لودريان، ومستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آن كلير لوجاندر، اضافة للموفدة الأميركية مورغن أورتاغوس، والموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان.

وبحسب المعلومات، سيركز الاجتماع على الاطلاع عن كثب من العماد هيكل على احتياجات الجيش والمهام التي ينفذها، والتي يفترض أن ينطلق بتنفيذها مطلع العام.

وتشير مصادر واسعة الاطلاع لـ<الديار» الى أن «هذا الاجتماع لا يجعل انعقاد المؤتمر وحصول الجيش على الأموال اللازمة أمرا محسوما»، لافتة الى أن «مشاركة الموفدين الاميركيين والسعودي تُعد خرقا أساسيا، الا أنها لا تعني أيضا أن المساعدات والأموال باتت مؤمنة، فهي مرتبطة ارتباطا عضويا بالخطوات المطلوب من الجيش القيام بها، في مجال سحب السلاح من منطقة شمالي الليطاني».

الموعد الثاني

أما الموعد الثاني المنتظر فهو الاجتماع الثاني للجنة وقف النار «الميكانيزم» في التاسع عشر من الشهر الجاري، بعد توسيعها لتضم موفديْن مدنيين من لبنان و»اسرائيل». وقد استبقت «تل أبيب» هذا الاجتماع، بتكثيف عمليات اغتيالاتها بعد أكثر من أسبوع على تراجع زخم هذه العمليات، نوعا ما، حيث شنّ الطّيران المسيّر المعادي ثلاث غارات، استهدفت درّاجةً ناريّةً في بلدية ياطر- قضاء بنت جبيل، سيّارةً بين بلدتَي صفد البطيخ وبرعشيت، وسيّارةً في بلدة جويا- قضاء صور.

واعتبرت مصادر سياسية أن «عودة اسرائيل لمسار التصعيد العسكري عشية اجتماع «الميكانيزم» له هدفان:

– الأول: التأكيد على أن مسار التفاوض السياسي هو غيره المسار العسكري الذي تتمسك به «اسرائيل»، لمنع حزب الله من اعادة بناء قدراته.

– الثاني: زيادة الضغوط على لبنان والتي تصب كلها في نفس المكان، أي التهديد بحرب مقبلة مطلع العام، في حال لم تنفذ الدولة اللبنانية كل ما هو مطلوب منها، بغض النظر عن ملاقاة «اسرائيل» التنازلات التي تُقدم عليها».

ويوم أمس، حذّر رئيس تكتل «بعلبك الهرمل» النائب الدكتور حسين الحاج حسن من أن «ما طُلب من سوريا يمكن أن يُطلب من لبنان»، معتبرا أن «تقديم التنازلات المجانية لا يؤدي إلا إلى مزيد من الابتزاز، لأن العدو «الإسرائيلي»، لا يلتزم بعهد ولا بميثاق».

وأشار إلى «خطورة الحديث عن مناطق اقتصادية، قد تفضي إلى تهجير أو إلى وصاية أميركية أو «إسرائيلية»، سائلًا عن مدى توافق ذلك مع مفهوم السيادة.

واذ شدد على أن «السلاح يشكّل عنصر قوة للبنان، وأن الدعوة إلى نزعه تحت ذريعة عدم القدرة على المواجهة، تعني عمليا تجريد البلد من أي وسيلة دفاع»، وسأل عن الاستراتيجية التي يمكن اعتمادها في مواجهة العدو، في ظل هذه الطروحات.

الموعد الثالث

ولعل الموعد الثالث الذي يترقبه لبنان عن كثب، هو اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو في 29 من كانون الأول الحالي.

فهو وان كان سيركّز على مناقشة خطط مستقبل غزة، الا أنه سيمر على الوضع اللبناني، خاصة في ظل اصرار نتنياهو على مواصلة تصعيده العسكري لبنانيا وضغط ترامب، لاعطاء فرصة لمسار التفاوض السياسي الذي انطلق.

وهنا تقول المصادر لـ«الديار»:»لا شك أن نتنياهو قادر على اقناع ترامب بحججه ومبرراته للقيام بجولة حرب جديدة، لكن الاميركيين يحاولون شراء المزيد من الوقت للبنان، بانتظار كيفية تعاطيه مع ملف حصرية السلاح شمالي الليطاني».

المنشورات ذات الصلة