يرى مديرو صناديق استثمارية، أن ضعف السيولة كان العامل الأكثر تأثيرًا بشكل سلبي على أداء سوق الأسهم السعودية خلال الفترة الأخيرة، متوقعين أن تمثل تدفقات المستثمرين الأجانب المحرك الرئيسي للسوق والسيولة خلال عام 2026.
وتكبد مؤشر السوق المالية السعودية (تاسي) خسائر بنحو 11% خلال العام الجاري، مسجلًا بذلك أكبر تراجع منذ عام 2015، وعلى الرغم من الانتعاش والمكاسب القوية التي حققتها أسواق الأسهم الناشئة، ظلت سوق الأسهم السعودية متخلفة عن الركب بشكل واضح.
ويقول المُستثمرون إنه لا ينبغي توقع أن يكون العام المقبل مختلفًا بشكل كبير، كما لا يرى المستثمرون حافزًا كبيرًا لشراء الأسهم السعودية، مع بقاء أسعار النفط في حالة ركود، ومن المرجح بحسب وكالة بلومبرج أن تستمر أسعار الخام في الانخفاض خلال العام المقبل، في ظل توقع شركة تداول السلع “ترافيغورا” حدوث “تخمة كبيرة” في النفط.
أظهر مسح مديري الصناديق الذي أجرته شركة الأهلي كابيتال، أن ضعف السيولة كان العامل الأكثر ضغطًا على أداء السوق لسعودية في 2025.
وفقًا لنتائج المسح، يتوقع 43% من مديري الصناديق أن يبدأ تعافي السوق في النصف الثاني 2026، بدعم دخول المستثمرين الأجانب وتحسن مستويات السيولة، فيما يتوقع 34% من المديرين أن تظهر السوق علامات التعافي في النصف الأول 2026.
كما يتوقع المديرون أن يكون أداء السوق في 2026 مدفوعًا بعوامل رئيسية تشمل أسعار النفط حيث تراوحت أغلب التوقعات لمتوسط أسعارها بين 55 – 62.9 دولار للبرميل، وكذا أداء الاقتصاد الكلي.
ويُوصي محللو “سيتي غروب” المستثمرين بتقليل الوزن النسبي للأسهم السعودية، مبررين ذلك بأن الأسهم “أظهرت أداءً ضعيفًا” من حيث نمو الأرباح والزخم.
قال نيناد دينيتش، استراتيجي الأسهم في الأسواق الناشئة لدى مصرف “بنك جوليوس باير آند كو” إن الأسهم السعودية لا تزال غير جذابة إلى حد ما”، مضيفًا أن سوق الأسهم السعودية لا تزال مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأسعار النفط التي قد تبقى منخفضة في 2026، كما أن السوق لا تحصل على دعم من ضعف الدولار كما يحدث في معظم الأسواق الناشئة الأخرى.
ويظهر مسح “الأهلي كابيتال”، تباينًا في آراء مديري الصناديق تجاه أداء السوق في الربع الرابع 2025، حيث ارتفعت النظرة المتفائلة من 26% إلى 34%، كما ارتفعت النظرة المتشائمة من 16% إلى 26%.
على صعدي القطاعات المفضلة لدى مديري الصناديق، فقد تزايد التفاؤل تجاه قطاعات السياحة والتقنية والتأمين، واستمرار التشاؤم تجاه أسهم البتروكيماويات، فيما بقيت النظرة محايدة تجاه الطاقة.
وتغيّـرت توقعات المديرين بشأن أفضل القطاعات أداءً في 2026 من الرعاية الصحية إلى، التأمين والبنوك، والاتصالات.
تتوقع “أموندي”، أكبر شركة لإدارة الأصول في أوروبا، أن تتبع الأسهم السعودية إلى حد كبير سوق النفط على المدى القريب، ما لم تنفذ المملكة خططها لإزالة قيود ملكية الأجانب على الأسهم.
ارتفعت الأسهم السعودية في سبتمبر بعد أن أفادت تقارير أن المملكة قد تخفف قريبًا القيود على ملكية الأجانب، لكن هذه المكاسب تبددت بعد أن صرح مسؤول في أحد الجهات التنظيمية بأن صانعي السياسات لم يقرروا بعد ما إذا كانوا سيزيلون السقف الحالي لملكية الأجانب (40%) أم يرفعونه تدريجيًا خلال عام 2026.
أبرز نتائج مسح “الأهلي كابيتال”
* ارتفاع حصة المديرين الذين يحتفظون بسيولة بين و10 و20% إلى 26%، مقابل 6% في السمح السابق.
* انخفاض نسبة من يحتفظون بسيولة أقل من 5% إلى 37% من 53%.
* خلال الـ12 شهرًا المقبلة يتوقع 42% يتوقعون زيادة انكشافهم على السوق السعودية و38% يتوقعون بقاء انكشافهم دون تغيير.