خاص ـ "إيست نيوز"
ابتسام شديد
في حفاوة بالغة تم استقبال قائد الجيش العماد رودولف هيكل في باريس في رسالة فرنسية واضحة تعكس الإهتمام الدولي بالمؤسسة العسكرية ويستتبع ذلك تنظيم مؤتمر دولي لدعم الجيش مطلع العام الجديد تشير التوقعات حوله الى ان الجيش سيحصل على أكبر دعم مالي في تاريخه اذا سارت الأمور وفق التصور الذي أعدته وخططت له القيادة العسكرية .
خطوات كثيرة استبقت لقاء باريس الأخير اذ قام الجيش بتنظيم جولات لإعلاميين من وسائل إعلام محلية وغربية وملحقين عسكريين ودبلوماسيين كان الهدف منها تقديم شرح وافر عما أنجزه الجيش مع الحرص على إطلاع الرأي العام على التفاصيل ومدى التزام الجيش تنفيذ المرحلة الأولى من حصر السلاح مقابل استمرار إسرائيل بالاعتداءات اليومية.
الهدف الثاني لجولات الجيش جنوب الليطاني اتت للمعاينة الميدانية وإطلاع دبلوماسيين على الإنتشار المنظم للجيش والمنسق مع القوات الدولية ونقل صورة الى الخارج والداخل ان منطقة جنوب الليطاني تخضع لسلطة الدولة.
في لقاء باريس بدا الامر متقدما اكثر فقائد الجيش حمل معه اوراق تفاوض وتؤكد المعلومات ان العماد هيكل وضع من اجتمع معهم في صور واضحة جدا لإنجازات جنوب الليطاني وتعهد بجهوزية الجيش للانتقال الى المرحلة الثانية من حصر السلاح الممتدة من شمال الليطاني الى نهر الأولي.
في باريس قدم هيكل خريطة "طريق عمل "الجيش المقبلة وعرضا لحاجات المؤسسة العسكرية لإكمال المهمة والتحول الى جيش قوي قادر على بسط السيادة على كل الاراضي اللبنانية.
ومع ان اجتماع باريس يعتبر لقاء تمهيديا إلا ان قائد الجيش استطاع كما تقول مصادر سياسية تقديم مقاربة موضوعية والحصول على غطاء دولي داعم له، ويمكن القول كما تضيف المصادر ان الجيش نجح في الاختبار الدولي إضافة الى نجاحاته في الداخل في مهمات امنية معقدة.
مؤخرا اصبحت اليرزة محطة هامة تتجه إليها الأنظار فالجيش موكل تطبيق قرار نزع السلاح وهو من أصعب الملفات على الإطلاق التي تتطلب إقامة توازن بين الواقعية من جهة والضغوط الدولية من جهة ثانية.
بحكم الواقعية السياسية، حزب الله جزء من المكون اللبناني ونزع سلاحه او سلاح اي فريق اخر لا يمكن ان يحصل من دون توافق وطني لئلا يصبح الجيش هدفا وتنزلق الأمور الى صراع داخلي، اما الضغوط الدولية فصارت عبئا على الدولة والجيش معا بسبب إستمرار الاعتداءأت الإسرائيلية .
وتقاعس في إمتحان السيادة ليتبين كما تقول مصادر سياسية ان الإتهام خضع للاستثمار السياسي بهدف وضع الجيش في مواجهة مع بيئة وجمهور معين.
مصادر عسكرية أكدت لموقع ايست نيوز ان مهمة الجيش اللبناني دخلت مسارا جديدا مدعوما من المجتمع الدولي لكن ذلك لا يلغي حقيقة ان الجيش يسير في حقل الغام بين التصعيد الاسرائيلي المتوحش وطلبات لجنة الميكانيزم وواقع الناس الجنوبيين، إلا ان القيادة العسكرية تثبت دائما جهوزيتها وتظهر حكمة في التعاطي مع الاحداث.