عاجل:

بين الإصلاح والسلاح.. لبنان على حافة الإنتظار

  • ٢٠

أشارت أوساط مطّلعة لـ"الراي الكويتية" إلى أن الملف المالي وإصلاحاته اعتُبر من المجتمع الدولي «الجناحَ الثاني» لرفْد لبنان بعناصِر النهوض المالي – الاقتصادي وإعادة الإعمار، بالتوازي مع الإصلاح المتعلق بفرض الدولة سيادتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية، أي سَحْبِ سلاح «حزب الله».


ولفتت هذه الأوساط إلى أنّ إحياءَ النظام المالي بدورته «الشرعية» يشكّل بوابةً لقفْل مزارب «اقتصاد الكاش» الذي تعتبره واشنطن بالدرجة الأولى مصدراً رئيسياً لتعافي «حزب الله» مالياً وإعادة تمكينه اجتماعياً وإعادة تكوين ترسانته العسكرية، وهي «مضبطة الاتهام» التي سبق أن حملها أكثر من موفد الى بيروت وسمعها أكثر من زائر لواشنطن.

وإذ رأتْ الأوساطُ نفسها في هذا الإطار أنّ معالجة الفجوة المالية تتداخل من هذه الزاوية مع الفجوة الأمنية كونها تُلاقي مسارَ حصر تمويل «حزب الله»، فإنها اعتبرتْ أن «الجناحَ» العسكري من الأزمة اللبنانية شَرْطيّ أيضاً ليس فقط لتجنيب البلاد «إعصار دمار» جديد بل لتزويد عملية التعافي المالي – الاقتصادي بعد بلوغ حل مستدام «محرّكات توربو» كفيلةً بنقْلها سريعاً جداً إلى ضفةِ الاستقرار الطويل الأمد.

وفي موازاة ذلك، أبْقَتْ الأوساطُ عيْنُها على تقويمها القاتم لِما قد يكون لبنان مُقْبِلاً عليه في الأسابيع الأولى من 2026 والذي سيتبلور أكثر في ضوء لقاء دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو في 29 الجاري، على وقع تلويح مستمرّ من تل أبيب بأن ثمة «ضربةً حتميةً» لحزب الله، تراوح بين وشيكة ومؤجَّلة مرة جديدة، وملامح «قلْب أولويات» إسرائيلية تحت عنوان «قطع رأس الأخطبوط أولاً»، أي إيران، بما يجعل أذرعها تتهاوى أكثر، من حزب الله الى حماس والحوثيين والفصائل العراقية.

وفي هذا السياق، توقفت الأوساط عند «القضية» التي يَبْنيها نتنياهو ضد إيران وبرنامجها البالستي لعرْضه على ترامب بعد 6 أيام، والمعطيات التي لاحت عن محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي إقناع الرئيس الأميركي خلال لقائهما المرتقب بجدوى إزالة «المشكلة من جذورها» واجتثاث العائق الأكبر أمام مشروع الرئيس الأميركي للشرق الجديد، أي طهران إما بالقوة العسكرية أو بمزيد من الضغط المتعدّد البُعد ولا سيما الاقتصادي.

وتساءلت الأوساط هل نحن أمام احتمال تكرار «الخديعة» التي سبقت حربَ الـ 12 يوماً ضد إيران في يونيو الماضي، وهذه المَرة عبر ما تم الإيحاء به على امتداد الأسابيع الأخيرة من أن تل أبيب تريد توجيه ضربة قاصمة لـ «حزب الله» لتحييده قبل الانقضاض على طهران، في حين أن «الهدف الذهبي» وذي الأولوية بات الجمهورية الإسلامية «أولاً».


المنشورات ذات الصلة