عاجل:

ملفات ثقيلة في حقيبة نتنياهو إلى أميركا

  • ٤٥

من المقرر أن يغادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، في زيارة دبلوماسية مهمة إلى الولايات المتحدة، يلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سعيا إلى بلورة تفاهمات حول سلسلة ملفات محورية، في مقدمتها الحرب في غزة، والتهديد النووي الإيراني، وآفاق العلاقات الثنائية.

وتُقسَّم القضايا الدبلوماسية والأمنية المرتبطة بإسرائيل، والتي تتطلب قرارات جوهرية، بين محادثات نتنياهو مع ترامب ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.

وعلى الرغم من أهمية اللقاء مع ترامب، فإنه لا يُعدّ حاسمًا بحد ذاته، فيما يبقى احتمال عقد لقاء ثانٍ لاحقًا خلال الأسبوع قائمًا، ويتوقف على مخرجات الاجتماع الأول.

وحتى الآن، لم تُحدَّد اجتماعات أو اتصالات مع نائب الرئيس أو وزير الدفاع الأميركي.

وسيسافر نتنياهو إلى فلوريدا على متن طائرة "جناح صهيون" الرسمية، التي يُتوقع أن تسلك مسارا طويلا يتجنب دولًا قد تنفذ مذكرة التوقيف الدولية بحقه في حال الهبوط الاضطراري، مثل بريطانيا وفرنسا والبرتغال.

وبسبب هذا المسار، لم يسمح مكتب رئيس الوزراء بمرافقة صحفيين على متن الرحلة، فيما سيتوجه بعض أعضاء الوفد على متن رحلات تجارية.

تعزيز الشراكة

على صعيد العلاقات الثنائية، سيبحث نتنياهو مع محاوريه سبل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، خصوصا في مجالات الابتكار المتقدم، مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وهي مجالات تُعد إسرائيل فيها لاعبا متقدما عالميا.

غزة

يتصدر جدول الأعمال سؤالان أساسيان: ما رؤية الرئيس ترامب لنزع سلاح غزة وتجريد حماس من قدراتها؟ ومن منظور إسرائيلي، يشكل هذان الأمران أساس أي تقدم في إعادة الإعمار وترتيبات الحكم في القطاع.

ويسعى نتنياهو للاطلاع على رؤية ترامب وآليات تنفيذها، ولا سيما عبر قوة الاستقرار الدولية التي يعمل الرئيس الأميركي على تشكيلها ضمن الانتقال إلى المرحلة الثانية.

ويؤكد مقرّبون من نتنياهو أن ما يُعرف بخطة ترامب ذات العشرين نقطة — التي قبلتها إسرائيل — باتت جاهزة للتنفيذ، وأن النقاش انتقل إلى المستوى التكتيكي، بما في ذلك الدول المشاركة في الآلية الدولية.

وخلال اجتماع أمني أخير، أُفيد بأن الولايات المتحدة حصلت على التزامات من ثلاث دول لإرسال قوات إلى غزة.

وتربط إسرائيل الانتقال إلى المرحلة الثانية بإعادة جثمان الرقيب أول ران غفيلي، وسترافق عائلته نتنياهو إلى القمة لعرض قضيتهم على ترامب، الذي صرّح مؤخرًا، أكثر من مرة، بأن جميع الرهائن قد عادوا.

وتشير التقديرات إلى أن ترامب سيعلن، بعد لقائه نتنياهو وخلال يناير، الانتقال إلى المرحلة الثانية وتشكيل قوة الاستقرار، على أن يستغرق نشرها أسابيع إضافية لأسباب لوجستية، مع بدء عملها في مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

سوريا

ستشمل المطالب الإسرائيلية إنشاء منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا، حماية الدروز، ومنع تحول دمشق إلى مستودع أسلحة متقدمة.

إيران

يحمل نتنياهو رسالتين أساسيتين: ضرورة تجنب التصعيد، وفرض ضغط اقتصادي شديد على طهران.

وسيطلب تفاهما مع واشنطن حول معايير الاتفاق الجيد، بما يشمل صفر تخصيب، وصفر أجهزة طرد مركزي، ورقابة صارمة ومستمرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

كما سيُبحث برنامج الصواريخ الباليستية، مع التأكيد على الفصل بين التهديد النووي الوجودي والتهديد الصاروخي الذي اعتادت إسرائيل التعامل معه.

وتأتي زيارة نتنياهو وسط تزايد إحباط داخل محيط ترامب من إسرائيل ورئيس حكومتها، بدعوى عرقلة الخطط الإقليمية للرئيس.

غير أن مسؤولين إسرائيليين يبدون ثقة بأن عرض نتنياهو للمعطيات الاستخبارية سيؤثر في موقف ترامب.

ويقول مسؤول رفيع: "التجربة السابقة تظهر أن ترامب داعم لإسرائيل ولن يتخذ قرارات تعرضها للخطر، لكن هذه المرة لن تكون المهمة سهلة".


المنشورات ذات الصلة