عاجل:

عشية العيد.. رسالة إلى الله

  • ١٢

"إيست نيوز"- آراء حُرة 

الشيخ ياسين جعفر


ربي،

يقيني بك ليس هروبًا من السؤال،

بل شجاعةُ الوقوف داخله.

أؤمن لأنني أفكّر،

وأفكّر لأنني مسؤول عن إنسانيّتي.

عقلي ليس خصمًا للإيمان،

بل أداته الأولى،

وإحساسي هو مرآته الصادقة.

لا أبحث عن خلاصٍ في الشعارات،

ولا عن معنى في الطقوس الخالية من الفعل.

الدين عندي فعلُ حياة،

وخدمةُ إنسان،

وتحريرُ وعيٍ من الخوف.

إنسانيّتي هي بوصلتي،

وضميري إمامي،

والمحبّة يقيني الأعلى.

العلم ليس نقيض الإيمان،

بل امتداده في العالم،

وبه تُقاس الأخلاق،

لا بعدد الشعارات

ولا بعلوّ الأصوات.

كفانا نفاقًا مقدّسًا،

تُبرَّر به السلطة،

ويُغسَل به المال،

وتُمارَس به الوحشية

تحت أقنعة الفضيلة.

النفاق يُربكني أمامك،

لأنه يُطالبني أن أكذب

وأسمّي الكذب يقينًا.

أنا لا أحتاج من يفكّر عنّي،

ولا من يتّخذ اسمي طريقًا للرزق

أو وسيلةً للسيطرة.

أعرف نفسي بإحساسي،

وأهتدي بعقلي،

وأحاسبها بضميري.

منذ آلاف السنين

والإنسان يكرر المأساة ذاتها:

يبكي الماضي،

ويصنع مذاهب ليهرب من مسؤوليته،

لا ليخدم الإنسان

بل ليحكمه.

هذا ما لا أؤمن به.

لكل زمنٍ إنسانه،

وحقيقةُ كل زمن

أن يكون الإنسان حلّه،

لا ضحيته.

العلم،

والعطاء،

وبناء الوعي

هي الطريق.

الدين ليس ضدّ المعرفة،

ولا المعرفة ضدّ الإيمان؛

كلاهما يبلغان معناهما

حين يصيران رحمة،

وعدلًا،

وقدرةً على المسامحة.

فمن يملك شجاعة المسامحة

يملك القوة،

واليقين،

والسلام.

المنشورات ذات الصلة