عاجل:

اللقاء الاوسع لجمعيات الخريجين والصداقة ومكتب التعاون اللبناني – الروسي.. توافق على لقاءات دورية وبرنامج عمل للمستقبل يترجم هويتها واهدافها (خاص)

  • ٦٩

خاص - "ايست نيوز "

تحول اللقاء الموسع لرؤسا واعضاء اتحاد جمعيات خريجي المؤسسات التعليمية الروسية والسوفياتية وجمعيات الصداقة في لبنان ومعهم مكتب التعاون الروسي - اللبناني (روسليفان) الذي انعقد عشية الاعياد في في صالة السفراء في فندق الكورال بيتش الى محطة مفصلية هامة في تاريخ العلاقات البينية في ما بينها بالدرجة الاولى وخطوة اساسية على طريق ارساء اسس التعاون والتنسيق بين لبنان وروسيا الاتحادية على مختلف المستويات.

وعليه، اعتبر اللقاء الذي عقد على شكل طاولة تشاورية الاول من نوعه في تاريخ العلاقات في ما بينها منذ تأسيسها، برعاية السفير الروسي في لبنان السيد ألكسندر روداكوف ومشاركة رئيس مكتب التعاون اللبناني – الروسي الاستاذ محمد ناصر الدين وحضور رؤساء واعضاء 24 جمعية وهيئة ومؤسسة تربوية وثقافية ورياضية واعلامية واجتماعية واقتصادية يمثلون آلاف من الخريجين، الذين عرضوا برامجهم التي نفذت العام الماضي وتلك التي يسعون للقيام بها وفق برنامج محدد للعام المقبل مع شرح مفصل للمعوقات التي واجهوها وكيفية تجاوزها.

وعلى وقع الشهادات الحية التي تقدم بها رؤساء واعضاء جمعيات خريجي الجامعات الروسية وهيئات الصداقة الذين قدموا شرحا تفصيليا لمهام كل منهم وما قاموا به وما ينوون القيام به برز الدور الاداعم الذي عبر عنه السفير روداكوف لمختلف نشاطاتهم واضعا قدرات السفارة بمختلف اقسامها ودوائرها بتصرفهم لتحقيق البرامج المقررة ان على مستوى تنظيم العلاقات في ما بينها و في مجالات التعاون مع المؤسسات الحكومية اللبنانية الرديفة والوزارات والمؤسسات العامة بغية التوصل الى تنفيذ برامجهم في افضل الظروف الممكنة.

وعلمت "ايست نيوز" ان المجتمعين ناقشوا آلية عمل تؤدي الى عقد لقاءات دورية بين هذه الجمعيات والهيئات من اجل تنسيق برامجها وتعزيز العلاقات بينهم وتفعيل عملهم في المستقبل كل في مجال هويته واختصاصه.

كلمة السفير روداكوف

والقى السفير الروسي ألكسندر روداكوف كلمة رحب في بدايتها بالمشاركين في اللقاء امام المجتمعين مغتنما الفرصة ليهنئهم بالأعياد وليستغل الوقت لمناقشة انشطتهم، باعتبارها الهدف من اللقاء ومن اجل توطيد حركة المواطنين الروس والبحث في مضمون التقارير والأفكار المطروحة الهادفة الى تنظيم مجلس جمعيات الخريجين بصيغة موسعة.

ولفت الى "اهمية استثمار الخبرة التي ستساعد في تقييم أكثر موضوعية لنتائج المرحلة الماضية توصلا الى مجموعة من الأفكار الجديدة التي تسهل التخطيط لمزيد من العمل المرتقب". وهي من "الوسائل التي يمكن اللجوء اليها لتثمير جهودنا، وتعزيز الصداقة الروسية – اللبنانية والتبادل الإنساني والثقافي بين الروس واللبنانيين، والحفاظ على التراث الروسي الغني على الأراضي اللبنانية المضيافة".

وأضاف: "في العام الماضي، ساهم كل واحد منكم في قضيتنا المشتركة. وقد منح العديد منهم شهادات شرف وشكر وحتى ميداليات مستحقة". ولذلك "ستواصل السفارة التركيز على مكافأة من يحقق الإنجازات الاجتماعية الكبيرة". وفي هذا الصدد، أود أن "أؤكد أن الخطوات اللازمة لإقامة تنسيق بناء على مستوى قيادة جمعيات الخريجين وغيرها من جمعيات الحركة الوطنية لا تزال مطلوبة". وإن كان هناك حاجة للبحث المشترك عن حل لقضايا واشكالات يمكن ان تعيق عملها وهدفها، فإن أبواب سفارتكم في لبنان مفتوحة دائما".

وانتهى السفير روداكوف الى القول: "أتمنى لكم مناقشات مثمرة خلال هذه المائدة المستديرة اليوم والامسية التي تليها، بما يؤدي الى تعزيز كل اشكال التعاون الانساني الروسي- اللبناني توطئة لما قد تقومون به في المستقبل.

كلمة ناصر الدين

والقى رئيس مكتب التعاون اللبناني – الروسي الاستاذ محمد ناصر الدين كلمة في اللقاء استهلها بالقول: نلتقي اليوم لا بوصفنا أفراداً متفرقين جمعتهم تجربة دراسية واحدة في الجامعات الروسية فحسب، بل بوصفنا نتاج مرحلة تاريخية وفكرية وإنسانية عميقة، تشكّلت ملامحها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وما رافقه من تحولات كبرى لم تقتصر على الجغرافيا والسياسة، بل طاولت البنى الفكرية والتنظيمية والاجتماعية في دول كثيرة، وكنّا نحن في لبنان من بين الذين تأثروا مباشرة بتداعياتها.

فمنذ تلك اللحظة، ومع تشتت الأحزاب اليسارية وتراجع الحواضن الفكرية والتنظيمية في ظل المرحلة الانتقالية من الاتحاد السوفياتي إلى الانتظام داخل روسيا الاتحادية، ومع تعرّض روسيا نفسها ولا تزال لأبشع أشكال العداء والحصار والاستهداف من الخصوم الغربيين منذ تسعينات القرن الماضي وحتى اليوم، وجد كثيرون منا أنفسهم في حالة فراغ سياسي وتنظيمي ومعنوي، انعكس مباشرة على الهيئات والمنظمات والروابط التي كانت تشكّل إطاراً جامعاً وفاعلاً.

لقد كان لهذا التشتت أثره العميق، إلى حدّ فقدت معه العديد من الروابط والهيئات دورها الطبيعي وفعاليتها، ولم تعد قادرة على تحقيق الأهداف التي أُنشئت من أجلها، سواء على المستوى النقابي أو الثقافي أو الاجتماعي أو الوطني. وجاء ذلك في سياق لبناني بالغ التعقيد، حيث أعيد تكوين الحياة العامة بعد الحرب اللبنانية على أسس مذهبية وطائفية وحزبية ضيقة، تتناقض في جوهرها مع مفاهيم العمل المؤسساتي والنقابي العابر للانقسامات، ومع القيم التي نشأنا عليها في الجامعات الروسية، حيث كان الانتماء للمعرفة والعلم والعدالة الاجتماعية والمصلحة العامة يتقدّم على أي انتماء آخر.

من هنا، لا يمكن إنكار حقيقة أننا نملك القدرات والكفاءات والإمكانات والعدد الذي يؤهلنا لأن نكون قوة حضور وتأثير حقيقية في المجتمع اللبناني، لكن هذا الوجود، للأسف، بقي حتى الآن غير منسجم مع نفسه، متفرّقاً بين الكيانات الطائفية والأحزاب، إلى درجة الذوبان أحياناً في مشاريع لا تشبهنا ولا تعبّر عن تاريخنا ولا عن تكويننا الفكري، سواء أدركنا ذلك أم لم ندركه. فبدلاً من أن نكون جسراً جامعاً، أصبحنا في كثير من الأحيان مجرد أفراد موزعين على خطوط الانقسام نفسها التي مزّقت المجتمع اللبناني وأضعفت قدرته على النهوض.

إن التحدي الحقيقي الذي يواجهنا اليوم ليس في إثبات الوجود، لأن وجودنا ثابت، ولا في تعداد الإنجازات الفردية، لأنها كثيرة ومشرّفة، بل في القدرة على تحويل هذا الرصيد البشري والفكري إلى إطار جامع يحفظ الجميع ولا يلغي أحداً، إطار يقوم على أفكار مشتركة وغايات واضحة، ويساهم في رفع الظلم عن أي فئة، وفي بناء هذا البلد على أساس المواطنة لا الزبائنية، وعلى أساس الكفاءة لا المحاصصة، وعلى أساس الانتماء الوطني لا العصبيات الضيقة.

وفي الوقت نفسه، لا يمكن فصل دورنا الداخلي عن دورنا الخارجي. فنحن بحكم تجربتنا العلمية والثقافية والإنسانية، مؤهلون لأن نكون حلقة وصل فاعلة في تطوير العلاقات بين لبنان وروسيا، ليس فقط على المستوى الرسمي والدبلوماسي، بل أيضاً على مستوى المجتمعين اللبناني والروسي، من خلال الثقافة والتعليم والبحث العلمي والتبادل الأكاديمي والتعاون الاقتصادي والمعرفي. وهذه العلاقات، في ظل التحولات الدولية الكبرى، تحتاج إلى مبادرات مدنية منظمة، عقلانية، ومستدامة، تتجاوز الشعارات إلى العمل المنهجي.

وانطلاقاً من كل ما تقدّم، فإن المسؤولية الملقاة على عاتقنا اليوم تفرض علينا الانتقال من مرحلة التشخيص إلى مرحلة الفعل، ومن التعبير عن القلق إلى صياغة حلول عملية. ومن هنا، أود أن أختتم باقتراح عملي يشكّل مدخلاً جدياً لمسار جديد: أن نتفق على إطلاق ورقة عمل مشتركة، تُعدّ بشكل جماعي وتشاركي، تحدد رؤيتنا وأهدافنا وآليات عملنا، وتُستكمل بلقاءات متواصلة ودورية تخرجنا من الموسمية إلى الاستمرارية. على أن تتضمن هذه الورقة تشخيصاً واضحاً للمشكلات التي تعيق تطوير دور الروابط وتعطّل تطوير العلاقات اللبنانية – الروسية، وأن يُصار بالتوازي إلى تأليف لجنة حوار وتمثيل منبثقة عن هذه الروابط، تكون مهمتها التنسيق، وفتح قنوات التواصل، وتحويل الأفكار إلى مبادرات قابلة للتنفيذ.

بهذا المسار فقط، نستعيد معنى وجودنا ودورنا، ونحفظ تنوّعنا دون أن نبدّده، ونحوّل اختلافاتنا إلى مصدر غنى لا سبب انقسام، ونكون أوفياء للتجربة التي شكّلت وعينا، وللوطن الذي يستحق منا أكثر من التفرّق والانتظار.

كلمة السيدة عباس

والقت رئيسة رابطة خريجي جامعة رودن السيدة جالينا عباس كلمة بالمناسبة استهلها بالقول: اجتمعنا اليوم هنا لمناقشة آفاق تطوير تعاوننا الإنساني المتبادل المنفعة بين لبنان وروسيا. على مر السنين، تراكم شعوبنا تجربة غنية في التفاعل والتبادل الثقافي والشراكة القائمة على الثقة والاحترام لبعضهم البعض.

وأضافت: "أود أن أؤكد على أهمية المبادرات العامة وحركات التطوع، التي تلعب أحد الأدوار الرئيسية في إقامة علاقات قوية بين الثقافات. يشارك المواطنون والخريجون الروس بنشاط في الفعاليات الثقافية والبرامج التعليمية والفعاليات الخيرية، مما يساهم في تشكيل صورة إيجابية لروسيا ودعم التنوع الثقافي". بالإضافة إلى ذلك، يساهم تطوير تبادلات الشباب والمشاريع المشتركة في تعميق التفاهم والثقة بين شعبي البلدين.

وانتهت السيدة عباس الى القول: "نأمل أن تسمح مناقشة اليوم لنا بتطوير تدابير محددة لدعم التعاون الإنساني الثنائي، وتحديد الأولويات والمجالات لمزيد من العمل المشترك".

المشاركون في اللقاء التشاوري

تجدر الاشارة الى ان المنظمات التي شاركت في اللقاء هي: رابطة خريجي جامعة رودن (RUDN) في لبنان، نادي خريجي الجامعات الروسية في لبنان، منتدى الخريجين الفلسطينيين من الجامعات الروسية والسوفيتية في لبنان، جمعية خريجي الجامعات الروسية والسوفيتية في لبنان (KSORS)، المركز الثقافي الروسي اللبناني في بعقلين، المركز الثقافي للجالية الروسية اللبنانية في البترون، متطوعو فريق النصر اللبنانيون (VOD)، الحركة الروسية "الفوج الخالد" في لبنان، المركز الثقافي والتعليمي الروسي اللبناني "نادي الحكاية الخيالية" في صور(SKAZOCHNIY CLUB)، جمعية النساء الناطقات بالروسية "رادوجا" في صيدا(RADUGA)، جمعية النساء الناطقات بالروسية "رودينا" (RODINA)، منظمة لوبرجال، نادي الشطرنج لخريجي الجامعات السوفيتية، رابطة خريجي الجامعات السوفيتية في لبنان، مهرجان الشباب العالمي، نادي خريجي جامعة رودن (RUDN) التابع لرابطة خريجي الجامعات السوفيتية في لبنان، مركز التعليم المفتوح التابع لوزارة التعليم الروسية لبنان، نادي خريجي بيلاروسيا في لبنان.، مركز التعاون الدولي اللبناني التتارستاني و رابطة الخريجين الفلسطينيين في لبنان.

كما شارك في اللقاء التشاوري من يمثل المؤسسات الإعلامية الروسية في لبنان وهي: تلفزيون برافدا (PRAVDA)، وكالة ريا نوفوستي (RIA NOVOSTI)، قناة آر تي(RT). ومعهم فريق موقع "ايست نيوز" الالكتروني اللبناني ( EAST NEWS).


المنشورات ذات الصلة