ذكرت صحيفة
"The Hill" الأميركية أنه "في حين تتأهب القوات
الأوكرانية للدفاع عن نحو 400 ميل مربع من الأراضي الروسية التي استولت عليها في
هجوم كورسك، إلا أتها تشعر بقلق متزايد إزاء حشد عسكري جديد وكبير في بيلاروسيا
المجاورة.
وبحسب بيان صادر
عن وزارة الخارجية الأوكرانية في 25 آب، فإن "القوات المسلحة البيلاروسية
تحشد عددًا كبيرًا من الأفراد، بما في ذلك قوات العمليات الخاصة والأسلحة والمعدات
العسكرية، والدبابات والمدفعية وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة وأنظمة الدفاع
الجوي والمعدات الهندسية، في منطقة غوميل بالقرب من الحدود الشمالية لأوكرانيا
للتدريب. كما تم تسجيل وجود عناصر من مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة السابقة".
بحسب الصحيفة،
"في واقع الأمر، كانت مينسك تدعم الغزو الروسي لأوكرانيا منذ بدايته، بل وحتى
قبل الغزو. فقد سمحت بيلاروسيا للقوات الروسية بالتدريب على أراضيها لأسابيع قبل
ذلك، ولم تغادر تلك الوحدات البلاد قط، وكانت القوات الروسية قادرة على الحشد على
الحدود البيلاروسية مع أوكرانيا قبل الغزو. وعندما بدأ الغزو في 24 شباط 2022،
أطلقت روسيا المدفعية والطائرات والصواريخ، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، من
الأراضي البيلاروسية. وعبرت القوات الروسية إلى أوكرانيا، وكانت حدود بيلاروسيا هي
أقصر مسافة إلى كييف. كما وقدمت بيلاروسيا الدعم اللوجستي للغزاة داخل أوكرانيا".
وتابعت الصحيفة،
"رغم انسحاب الوحدات الروسية إلى بيلاروسيا بعد شهرين من عبورها للحدود، فقد
واصلت مينسك تقديم مجموعة من أشكال الدعم للقوات الروسية، بما في ذلك الاستطلاع
والحرب الإلكترونية والدفاع الجوي البري. ويتلقى الجنود الروس الجرحى العلاج في
المستشفيات البيلاروسية . ولقد لخص الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو دعم بلاده
للغزو بتأكيده أن دور القوات البيلاروسية كان حماية مؤخرة القوات الروسية. ولكن
بالإضافة إلى ذلك، كان نحو 12 ألف جندي من المنطقة العسكرية الغربية الروسية
يتدربون في بيلاروسيا، بالإضافة إلى 2300 جندي متمركزين هناك بالفعل".
وأضافت الصحيفة،
"علاوة على ذلك، وفي خطوة لا شك أنها كانت تهدف إلى التأكيد على التهديدات
الروسية بإمكانية استخدام الأسلحة النووية التكتيكية ضد أوكرانيا، أعلن الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين في آذار 2023 أن روسيا ستنشر مثل هذه الأسلحة في بيلاروسيا
بموجب اتفاقية تقاسم الأسلحة النووية، وتحقيقا لهذه الغاية نقلت إلى بيلاروسيا
قاذفات صواريخ باليستية قصيرة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية من طراز إسكندر. ثم
بدأت روسيا في تدريب القوات البيلاروسية على تشغيل أنظمة الصواريخ. ومن ثم فإن
الحشد العسكري الحالي يشكل أحدث وأخطر مظاهر الدعم المستمر الذي تقدمه بيلاروسيا
للقوات الروسية منذ بدء الغزو".