عاجل:

كل البدائل لممر فيلادلفي رفضت.. تعنّت نتنياهو يُغضب مصر!

  • ٢٤

كان واضحاً أمس الامتعاض المصري من تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وتمسكه بالسيطرة على ممر فيلادلفي الحدودي في قطاع غزة، والذي تجلى ببيان الخارجية المصرية.

إذ أكدت القاهرة أن على نتنياهو تحمل عواقب سياساته وعدم الزج باسمها لـ"تشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي".

وتعود أسباب هذا الموقف المصري لأشهر من تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال جولات عدة من محادثات وقف إطلاق النار في غزة، التي جرت في القاهرة والدوحة خلال الأشهر الماضية.

إذ رفض نتنياهو كل المقترحات والبدائل التي عرضت على الطاولة من أجل حل مسألة ممر فيلادلفي أو محور صلاح الدين، وهو كناية عن شريط ضيق من الأرض يبلغ طوله 14.5 كيلومتر على امتداد الحدود الجنوبية لغزة مع مصر.

ففي أوائل يوليو/تموز، وتحت ضغط أميركي، تخلت حماس عن بعض مطالبها المتشددة من أجل التوصل لاتفاق يوقف الحرب في غزة، ويؤدي إلى تبادل الأسرى.

ما دفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الإعراب عن ثقته في قرب التوصل لاتفاق.

لكن في وقت لاحق من ذلك الشهر، قدم المفاوضون الإسرائيليون رسمياً طلبات جديدة، بما في ذلك بقاء القوات الإسرائيلية في ممر فيلادلفي وعند معبر رفح الحدودي.

ما أثار توترات مع مصر، التي تعترض على أي وجود إسرائيلي هناك وقد حذرت من أنه ينتهك اتفاقيات كامب ديفيد لعام 1979.

لاسيما أن نتنياهو ما فتئ يدعي منذ 7 أكتوبر أن ممر فيلادلفي قناة رئيسية لنقل الأسلحة والأموال إلى مقاتلي حماس.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه عثر على نحو 24 نفقا تمر تحت الحدود منذ مايو الماضي.

فردت القاهرة بغضب على هذه الاتهامات، قائلة إنها دمرت أكثر من 1500 نفق تهريب على مدى العقد الماضي وأنشأت منطقة عازلة عسكرية بعمق ثلاثة أميال تقريبًا على جانبها من الحدود في شمال سيناء. وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، في أبريل إن أي عملية تهريب "مستحيلة".

وقد كررت وزارة الخارجية المصرية في بيان، أمس الثلاثاء، موقفا مشابها، منتقدة نتنياهو.

أتى ذلك التصعيد بعدما أمضى ممثلون إسرائيليون زاروا القاهرة قبل أسبوعين، يوما كاملا يناقشون مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل مسألة ممر فيلادلفي فقط، عوض تفاصيل تبادل الأسرى، وفق ما أكد لمسؤول مصري سابق مطلع على المحادثات. وأوضح أن "مصر مستعدة للقبول بانسحاب إسرائيلي مرحلي من ممر فيلادلفي، لكن يتعين على إسرائيل في النهاية الانسحاب".

إلى ذلك، كشف مسؤول أميركي كبير أن قوة فلسطينية تدربها الولايات المتحدة قد تشكل بديلاً معقولا لتأمين الحدود مع غزة، حسب ما نقلت "واشنطن بوست". لكن نتنياهو رفضه مرة أخرى.

بدوره، أعلن الاتحاد الأوروبي سابقا أنه مستعد لمراقبة معبر رفح وفيلادلفي بالتعاون مع السلطة الفلسطينية.

وفيما أعلنت القاهرة قبولها بهذا الاقتراح، لم يقبل به نتنياهو كما بات واضحاً من المعطيات الحالية.

هذا ويواجه نتنياهو إلى جانب الامتعاض المصري والأميركي على السواء، ضغوطات في الداخل الإسرائيلي.

إذ خرج آلاف المتظاهرين الإسرائيليين إلى الشوارع خلال الأيام الماضية، ونظمت أكبر نقابة عمالية إضرابا عاما يوم الاثنين الماضي للضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق.

فيما فشلت حتى الآن أشهر من المفاوضات المتقطعة التي توسطت فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر في التوصل إلى اتفاق بشأن مقترح طرحه بايدن في مايو لوقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني المدمر.



المنشورات ذات الصلة