الخارج تجاه لبنان متشعبة، فهل ازمة الشغور المحتمل في القيادة العسكرية دخلت المرحلة الخطيرة في حال لم يتم الحسم العاجل لهذا الاستحقاق قبل شهر وبضعة أيام من موعد إحالة قائد الجيش العماد جوزف عون على التقاعد في العاشر من كانون الثاني المقبل.
فالشواغر اصبحت كثيرة في المواقع الحساسة، والحاجة الى المؤسسة العسكرية كضامن أمان للبنان الذي دخل الحرب مع الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب. ما هو واضح حتى الآن هو لعبة تقاذف الكرة بين مرمى الحكومة او مجلس النواب. ومع ضغط الوقت سيتعين الاتجاه بشكل شبه نهائي نحو مجلس النواب لإخراج الحل التمديدي على يده من خلال الجلسة التشريعية المقبلة التي سيدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري والتي ستكسر مقاطعة القوى المعارضة لجلسات التشريع استثنائيا مقابل التمديد للعماد عون . ولعل ما عزز هذا الاتجاه ان زيارة وزير الدفاع قبل أيام لبكركي أخفقت بقوة بل زادت بكركي تشبثا بالتمديد وهو ما برز في عظة البطريرك الماروني الاحد. اليوم ثمة سؤال ملح ، ماذا ينتظر الجيش ولبنان لاحقاً إذا بات من دون قائد في ظل مؤسسة تعتبر "معيار اطمئنان" للداخل والخارج؟
دول الخماسية كثّفت حراكها في الأيام الأخيرة في اتجاه الأزمة اللبنانية بكل أبعادها، فإضافة الى «الهمّ الرئيسي» للجنة بإبقاء لبنان في منأى عن حرب غزة، يتركز الحراك على ملفّات تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون، والانتخابات الرئاسية، وتنفيذ القرار 1701.
اما الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، غادر بيروت تاركا حالا من الالتباس والضياع والتخمين حول نتائج زيارته. ومع بروز دعوات دولية إلى ضرورة حماية استقرار لبنان وعدم السماح بتمدّد الفراغ إلى المؤسسة العسكرية، وحده موضوع عدم توسيع جبهة الجنوب كان محط اهتمام لودريان، علما ايضا ان دعوات غربية لا تزال تصل الى لبنان تدعو إلى ضبط النفس في الجنوب وإلى قطع الطريق عن توسيع الحرب.
لبنان
المنشورات ذات الصلة