منذ تشرين الأول- أوكتوبر عام 2022 حين تسلم محمد شياع السوداني رئاسة الحكومة العراقية بات ملاحظا جدا الواقع الذي انتقل به العراق بفعل الأعمال التطويرية والإنمائية في الداخل العراقي ، وبفعل السياسات الداخلية والخارجية التي انتهجها السوداني التي حققت إنجازا محوريا استراتيجيا لم يتم تحقيقه منذ العام 2014 حين عادت الولايات المتحدة الاميركية على رأس التحالف الدولي الى العراق . فرض رئيس الحكومة رغم الضغوط الاميركية ورغم التحديات التي ستواجهها حكومته خلال الفترة المقبلة، اتفاقا حول انسحاب قوات التحالف من العراق على مرحلتين، تبدأ المرحلة الأولى هذا العام وتستمر حتى 2025، في حين تنتهي المرحلة الثانية في العام2026 .
هذه الخطوة التي تُسجل للرئيس السوداني تشكل انتصارا ليس فقط للعراق بل للمنطقة التي بدأت تتحرر في خياراتها بعيدا عن الإملاءات المباشرة والتهديدات الوجودية التي تتمثل بهذه القوات. ومع التأكيد على هذا الإنجاز المهم الإستراتيجي، لا شك أن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، حقق منذ عامين، إنجازات عدة خلال. فقد نجحت حكومته في تحقيق استقرار أمني، عبر احتواء وإدارة الأحزاب والأجهزة الأمنية القديمة والمستحدثة.
وعملت حكومة السوداني على مسار مكافحة الفساد على الرغم من إشكاليات هذا الملف وتبعاته، فالملاحقة تطال جميع من عليهم شبهات فساد، من خلال تفعيل مذكرات القبض بحقهم، وتشجيع السلطة القضائية على استكمال فتح كل القضايا المتعلق بهذا الملف، من خلال التأكيد على مؤازرتها بلا قيود.
وأطلقت حكومة السوداني أطلق لأول مرة في العراق تتعلق بحقول الغاز الطبيعي. وأعطت الجوانب الاقتصادية أهمية بالغة، من خلال عقد الاتفاقيات الاستراتيجية مع دول كبرى كفرنسا وألمانيا والشركات الكبرى التابعة لهما، لاستثمار الغاز المصاحب لاستخراج النفط وتطوير المنظومة الكهربائية، كما تعهدت بأن يكون العام 2024 عام الإنجازات والمشاريع وهو ما يحصل فعليا بكافة المجالات الإنمائية والعمرانية ولجهى البنى التحتية وإنشاء المطارات وغيرها..
كما عملت حكومة السوداني على تحسين علاقات العراق الإقليمية والخارجية، عبرالنهوض بالدور الدبلوماسي والخارجي للعراق، من خلال استكمال ومضاعفة جهود الوساطة الدبلوماسية بين دول الجوار، والعمل على ان يكون العراق مفتاح الحل في المنطقة. وفي الوقت نفسه معالجة ما قد يطرأ من مشاكل مع الدول المجاورة من خلال الحوار.
أما النقطة التي تسجل للرئيس السوداني، فكانت تمكنه من تجنيب العراق عن محاور صراع الأقطاب العالمية حتى الآن، بحيث استطاع إعادة ربط العلاقات مع الصين وفي الوقت عينه مع الدول الغربية، مروراً بدول مجلس التعاون الخليجي.
لا شك ان الرئيس شياع السوداني خلال هذه الفترة، بأنه يمتلك مقومات إدارية وقيادية كبيرة، ساعدته كثيرا خلال توليه منصب رئاسة مجلس الوزراء، في تخطي التحديات سواء كانت داخلية أم خارجية من خلال كيفية التعامل مع الحدث واستخدام الدبلوماسية الفعّالة.
كما ان متابعة وإشرافه الشخصي على كثير من المفاصل الأساسية، أعاد للعراقيين ثقتهم بمرجعية سياسية تستطيع تحقيق الإنجازات وعبور العراق الى حالة الاستقرار العام سواءً في الأمن أو الاقتصاد أو الخدمات.