قال وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية زياد مكاري، ان "مخاطر كثيرة تحيط بلبنان الذي يمر في أسوأ مراحله وأخطر أيامه، من اعتداءات إسرائيلية، ومحاولة تقويض للسيادة اللبنانية، والعمل على إحداث شرخ في الوحدة الوطنية، وأزمة اقتصادية".
وأشار مكاري خلال مشاركته في الندوة السياسية التي نظمها نادي الشقيف -النبطية في الذكرى السنوية السادسة والاربعين لتغييب الامام موسى الصدر ومرافقيه، قائلا "46 عاما على تغييبه، لكنه لا يغيب،، حاضر بيننا بأعماله وبأقواله، كيف لا وهو القائل "نؤمن بلبنان وطنا عزيزا وسيدا كريما، ونريده وطنا للإنسان". وعليه،، سيبقى الإمام الصدر ماثلا أمام كل ساعٍ لبناء الدولة الوطنية، كما سيبقى مقياسا يقاس به كل من يعمل في الشأن العام".
تابع "كان الإمام رسول سلام، وداعية حوار، بلغة العقل دعا للتقارب، ورسم ملامح المستقبل على أسسٍ رسالية واضحة، يشكل العيش الواحد ركيزة لها، وقد استبسل في الدفاع عن هذه "الأطروحة اللبنانية" الفريدة، ولكل ذلك جريمة إخفاء موسى الصدر، هي جريمة بحق لبنان. "أنا قارع أجراس الكنائس القديمة. أنا مؤذن الجوامع تحول نشيدا وطنيا، عندما أتلو الأبانا يغمرني طيف علي، أبكي الحسن والحسين ويطيب قلبي بمحمد. أصلي للسيدة العذراء فيقبل وجهي يسوع. أسمع الله أكبر من خشوع الكنائس، وأسمع صوت يسوع من قبة الجوامع. فلا تسألني من أنا. أنا من بلد كل الأديان. أنا من لبنان".
وأضاف "كان العيش المشترك بالنسبة إليه الفكرة المخلصة التي تفتح للبنانيين مسيحيين ومسلمين أبواب السلام، وتغلق أبواب التحارب والتناحر والتناطح والإقصاء، وتزيل الحواجز، وتهدم جدران القطيعة. من أقوال الإمام الصدر: "التعايش أمانة ثقيلة، وعظمة الإنسان اللبناني هي في حمله لهذه الأمانة...". كلام ماسي يضفي بعدا سماويا على تجربة التعايش اللبنانية".
متابعا "كان الإمام صمام أمان للبنان، ونفتقد اليوم ظله الوارف. كان لبنان في عينه أيقونة العالم، وكان لبنان في عقله الأمانة والرسالة والنموذج الحضاري المثير للدهشة، وما أحوجنا اليوم لإعادة قراءة هذه "الأطروحة اللبنانية" التي صاغها حرفا حرفا بعقله النير وانفتاحه الكبير".
وختم: "مخاطر كثيرة تحيط بلبنان الذي يمر في أسوأ مراحله وأخطر أيامه. اعتداءات إسرائيلية. محاولة تقويض للسيادة اللبنانية. العمل على إحداث شرخ في الوحدة الوطنية. وأزمة اقتصادية وأزمة نازحين سوريين، ما نعيشه اليوم هو صدى للمخاوف العميقة التي اعترت الإمام الصدر قبل 46 عاما. دافع الإمام عن الجنوب، وعن رفاهية الجنوبيين، وعن وحدة لبنان، وعن فرادة اللبناني، وتكلم في حينها باللسان الذي يتحدث به دولة الرئيس نبيه بري اليوم. حركة لا تهدأ لتعزيز الوحدة الوطنية، ودعوات متتالية إلى الحوار والتلاقي. ففي ظل الانسداد السائد منذ عامين، لا حل إلا بالحوار، ومن قال إن الحوار تعديا على مندرجات الدستور، أو مقدمة لتعديله؟ الرافضون لطاولة الحوار ليسوا أحرص منا على الدستور، لذلك كفى مزايدة، وكفى متاجرة، وكفى تعطيلا، وكفى تهديما، وكفى حقدا، وكفى كيدا، وكفى نكدا".