عاجل:

نشوة تسجيل النقاط لن تطول.. حزب الله من يتحكم بالنهاية؟

  • ٤٦

خاص إيست نيوز

حققت اسرائيل انجازات كبيرة جدا في لبنان عبر توجيه ضربات غير مسبوقة في تاريخ الصراعات الدولية وهي سجلت نقاطا متقدمة على حزب الله الذي دخل منذ الثامن من تشرين الثاني- أوكتوبر من العام الماضي جبهة الاسناد لغزة. وبعيدا عن كيفية تفوق العدو بالنقاط على المقاومة والأسئلة المشروعة التي يمكن أن تطرح حول حجم الخرق الاستخباراتي داخل جسم حزب الله وهو ما بدأ فيه الحزب سريعا لكشف " الرأس الكبير الخائن" على مستوى قياداته، هل يمكن القول إن لعبة الحروب تنتهي من أولى أو ثاني وثالث الجولات؟ طبعا لا لم يخرج حزب الله من الحرب ولم تدخل اسرائيل الى السلام!

إن الإحباط الذي يشعر فيه اللبنانيين وخصوصا في داخل بيئة حزب الله جراء الصدمات المفاجئة المتلاحقة يبقى في مكانه الطبيعي، لكنه لا يعكس بالضرورة الواقع الحقيقي للمشهد الآتي.

في السابع من أوكتوبر تشرين الأول 2023 إجتاحت حركة حماس المستوطنات حول غزة ونجحت في السيطرة الامنية والخرف الاستخباراتي ونفذت عمليات أسر لمدنيين وعسكريين وأدخلت اسرائيل في دوامة الانهيار والاخفاق والفشل لكن هذه "الفضيحة" التي تحدث عنها أكثر من مسؤول أميركي لم يحيَدها سياسيا وعسكريا. نتانياهو موجود وترسانته تطورت وجرائمه تتوسع، وبالتالي استفاقت اسرائيل، لم تسقط ولم يتم القضاء عليها.

ربما يخرج من يقول إن المقارنة بين جيش تديره الولايات المتحدة الاميركية وبين حزب الله واقع غير منصف. قد تصح المعادلة حقيقة في حسابات التفوق الجوي وربما التكنولوجي وهو ما أنجزته اسرائيل حتى الآن، لكن من يقول أن ما يخفيه الحزب يقل اهمية عن ذلك؟ للمقاومة عالم واسع وكبير من الادوات لا بد أن يتكشف ويتخطى النقاط المتقدمة لاسرائيل، وهو واقع شهدته أيام حرب تموز 2006 ومحصلاته، فما البال بعد هذه السنوات الطويلة؟

حزب الله حرص منذ اليوم الاول لدخوله في حرب إسناد غزة على الالتزام بقواعد اشتباك معينة وهو ما أكده أمينه العام السيد حسن نصرالله ،حتى آخر خطاباته، أنه لا يسعى الى حرب وهو ما منعه من استخدام مدخرات المقاومة الاستراتيجية العسكرية. لكن ما يحصل من الجانبين الاميركي والاسرائيلي سيعيد حتما خلط الحسابات، وما هو معلن من الحكومة الاسرائيلية أن الضربات الموجهة لحزب الله هي لفصل ساحة لبنان عن غزة وإعادة المستوطنين الى الشمال، ما هي الا ادعاءات لتحصينها داخليا. ما تريده اميركا هو اعادة ترتيب المنطقة ومحاولة العودة لفرض "المشروع الديمقراطي" القديم ،الشرق الاوسط الجديد.

عمل حزب الله منذ العام 2006 على تطوير امكانياته بكافة المجالات وهو بنى ترسانة كبيرة جدا لم يستخدم منها الا القليل القليل وهي تمثلت بالطائرات المسيرة الدقيقة استخباريا وحربيا. وبهذه التقنيات القليلة نجح بتهجير الآلاف من المستوطنين في الشمال الاسرائيلي عدا عن إخراج عدد كبير من المراكز العسكرية والأمنية فيها عن الخدمة،  من منطلق واقع إسناد  لفلسطين ،بعيدا عن خوض حرب موسعة. فماذا لو لم يعد لحزب الله مساحة سوى مواجهة " التفوق" الاسرائيلي والشروع بالعمل العسكري الاستراتيجي؟

18 عاما كانت كفيلة بالتطوير عتادا وبشرا وتحصينا لأدوات مخفية وهو ما أظهره الاعلام الحربي منذ حوالي الشهر عبر "عماد 4" حيث كشف عن جزء من ترسانته العسكرية في أنفاق ضخمة. ووفق معلومات سابقة "لإيست نيوز" نال هذا النشر اهتماما من قبل الاستخبارات الاميركية قبل الموساد الاسرائيلي حيث تم تفحص المواد المنشورة ليتبين أنها صحيحة غير مركبة.

أوحى حزب الله من خلال استخدامه لثلاثة مرات صواريخ مضادة للطائرات أخطأ بها الهدف متقصدا ( لكون الفعل إنذار) بأن للحزب امكانيات صاروخية هائلة جديدة لم تكن بحوزته في حرب تموز وهي تخفي وراءها الاكثر فماذا لو كان يمتلك منظومة حديثة تعيق الحركة الاسرائيلية جوا؟

حزب الله فقد أهم القادة منذ عماد مغنية مرورا بمصطفى بدرالدين وفؤاد شكر وصولا الى ابراهيم عقيل. تراكم من الخبرات والسنوات هي خسارة كبيرة، غير أن من يفهم طبيعة تكوين الحزب، وهو ما تدركه اميركا واسرائيل، يعرف تمام أن لكل قائد مجموعته الموسعة التي لا تقل تدريبا ولا تفكيرا عنه بل تتمتع تلك المجموعات بخبرات متقدمة عنهم كونها متقدمة بعلوم التكنولوجيا والتطور البحثي والعلمي وهي كوادر شابة متطورة ويصح الوصف بالقول" تفوق التلميذ على استاذه".

ما يخفيه حزب الله على مستوى القادة والكوادر والعناصر لوجستيا وعسكريا وامنيا ربما سيشكل أكبرمن صدمة لاسرائيل وجه اميركا في المنطقة. فلحزب الله مساحات قتالية مريحة وواسعة فلهم الجغرافية في الجنوب ولهم البيئة الحاضنة والسند الخلفي الشعبي والرسمي . وهو ما أخطا به نتانياهو حين ذهب بعيدا في جرائمه بلبنان ما أخرج الحكومة والكثير من المسؤولين عن قاعدة الحياد بل جعلهم طرفا الى جانب حزب الله.

الساحة اليوم مفتوحة ودخول حزب الله الى مرتبة المواجهة اللبنانية المباشرة لن يحمله اي مسؤولية في حال تدحرجت الحرب. لم يترك نتانياهو الباب مواربا لذا تبقى الساعات المقبلة توقيتا هاما لكي تستعيد المقاومة قوة الرد وتصفية الحسابات واعادة قواعد الاشتباك ربما أقسى مما كانت عليه بالشروط. إلا اذا ما حصلت مفاجئة كبيرة قد تكون أقسى من مفاجئة طوفان الاقصى.

 

المنشورات ذات الصلة