أكدت هيئة الحشد الشعبي في العراق مقتل قياديين في حزب الله العراقي هما أبو باقر الساعدي وأركان العلياوي بقصف من مسيرة استهدفت سيارتهما في بغداد. وقد تبنت القيادة الوسطى الأميركية العملية مشيرة الى انها استهدفت "مسؤول التخطيط المباشر للهجمات على القوات الأميركية في المنطقة، وأن العملية رد على الهجمات التي تستهدف الجنود الأميركيين". واجمعت ردود الافعال الرسمية السياسية والعسكرية العراقية على اعتبارهذا الاستهداف خرق لسيادة الدولة.
الولايات المتحدة الاميركية تؤكد دائما انها تقوم"باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الشعب الأميركي وهي لن تتردد في محاسبة كل من يهددون سلامة قواتها في الشرق الأوسط". واقع الامور يدفع بتوجيه اسئلة للشعب الاميركي وقيادته، هل يعيش المواطنين الاميركيين في هذه المنطقة وكم منهم يعرف عن دول الشرق الاوسط؟ وعن اي حماية تتحدث قيادتهم؟ فهل حماية الشعب الاميركي تكون من خارج حدود وطنهم ومناطقهم؟ الا يعلم كل اميركي ان تواجد ابناءهم خارج الحدود يعتبر احتلالا في كل المعايير القانونية والدستورية والدولية والاخلاقية والانسانية، وبالتالي ان اي ردة فعل على احتلال بديهي ان تلاقيه مقاومة وهذا يأتي من ضمن حقوق الشعوب والديمقراطية والاستقالال.
ما يجري في منطقة الشرق الاوسط هو انتداب للاميركيين في بعض الدول واحتلال في بعضها الآخر واتفاقيات محدودة الزمن في بقية منها. ولعل التواجد ضمن اتفاقيات حصلت بين اميركا والعراق بفعل اجتياح الولايات المتحدة له تحت مجموعة اكاذيب تبريرية، وعليه يحق لاي طرف فض هذا التعاون وهو ما اعلنه مرارا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن ضرورة انسحاب القوات الاميركية من العراق عبر تشكيل لجنة لبحث جدولة انسحابها واعادة تنظيم العلاقة حتى لا تكون هدفا لاي طرف للعبث باستقرار العراق والمنطقة. اشارة الى ان مصادرعدة كشفت عن بدء محادثات بين بغداد وواشنطن تهدف للبحث بانهاء مهمة التحالف العسكري في العراق وكيفية استبداله بعلاقات ثنائية. وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق وذلك في إطار "حجة "مكافحة تنظيم داعش ضمن التحالف الدولي الذي أنشئ عام 2014.