بحث رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق توماس سيلر تطورات الأوضاع في المنطقة، مؤكدا ضرورة تحمل القوى الكبرى مسؤولياتها في منع الاعتداءات، ووقف الإبادة الجماعية ذات الأبعاد الخطيرة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وأعرب السوداني عن "تقديره لمواقف الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية جوزيف بوريل، إزاء استمرار العدوان، ومحاولاته توسعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط".
كما أكد رئيس الوزراء العراقي على "ضرورة تحمل القوى الكبرى مسؤولياتها في منع الاعتداءات، ووقف الإبادة الجماعية ذات الأبعاد الخطيرة، التي يواصل الكيان الصهيوني ارتكابها ضد شعبنا الفلسطيني، وامتدت اعتداءاته الوحشية إلى لبنان الشقيق".
من جانبه أشاد السفير سيلر، بـ"مواقف العراق السياسية على الساحة الدولية، وسعيه نحو العمل على التهدئة ومنع اتساع الصراع، وهو ما توضح لدى الدول الأوروبية".
وفي وقت سابق قال السوداني خلال لقائه السّفير اللّبناني لدى العراق علي الحبحاب، أنّ "الموقف العراقي الثّابت والمبدئي، إلى جانب لبنان في محنته، ينطلق من وشائج تربط الشّعبين الشّقيقين، ومن عدالة القضيّة الّتي يدافع فيها كلّ اللّبنانيّين عن أرضهم".
وأشار إلى "مواصلة العراق تقديم المساعدات الضّروريّة والإنسانيّة الّتي تدعم صمود الشعب اللبناني، وهو مستمرّ في استقبال المواطنين اللّبنانيّين من الّذين اضطرّتهم الظّروف إلى مغادرة بلادهم، كما سيواصل العراق جهوده في جميع المحافل الدّوليّة في دعم مساعي لبنان وتحرّكاته الأمميّة لإيقاف الحرب، وتعزيز مساعي رئيس الوزراء اللّبناني نجيب ميقاتي على هذا المسار".
وعقب اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي ، في بيان، "الحداد العام في جميع أنحاء العراق لثلاثة أيّام، تأبينًا لاستشهاد الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله ورفاقه، في العدوان الصّهيوني الآثم".
وأشار السّوداني في بيان النّعي، إلى أنّ "في اعتداء آثم جديد، وجريمة تؤكد تعدي الكيان الصهيوني كلّ الخطوط الحمراء، ارتقى الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني سماحة السيّد حسن نصر الله، شهيداً على طريق الحق، لينال الحُسنى في الدنيا والآخرة، وسار على نهج الشهداء الأبطال الذين نذروا أنفسهم لقضية مواجهة الاحتلال الغاشم".
واعتبر أنّ "الفعل الإجرامي الذي استهدف الضاحية الجنوبية يوم أمس، يعبر عن الرغبة المستهترة الساعية إلى توسعة الصراع، على حساب كل شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها"، لافتًا إلى أن "القضايا الكبرى، ومنها القضية الفلسطينية العادلة، ومواجهة لبنان الشقيق للاعتداءات الصهيونية المستمرة، كلها تؤكد بأن الشعوب هي التي ستنتصر في النهاية، على أرضها، وموطن تاريخها وتراثها".
وجدد السوداني التحذير والتأكيد، على "مسؤولية المنظمات الأممية والدولية، والدول العظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وكل الدول ذات النفوذ في المنطقة، في ردع العدوان، ووقف الإبادة الجماعية العرقية للفلسطينيين التي مارسها الاحتلال منذ عشرات السنين، ويمارسها بفظاعة، منذ تشرين الأول الماضي بحق أهلنا في غزّة، وامتدت مؤخراً، لتحاول النيل من شعبنا اللبناني الشقيق فأمعن في القتل العشوائي حتى استشهد المئات من الأبرياء اللبنانيين في أيام قلائل، فلمصلحة من يتسعُ العدوان".
وشدّد على أنّ "في هذا اليوم، موقف العراق المبدئي بالوقوف مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، وهذا الموقف يستند إلى الشرعية الدولية وإلى المبادئ الإنسانية والأخلاقية التي تحتم نصرة الشعوب الشقيقة المتمسكة بأرضها ووجودها الحضاري". وختم: "الرحمة والرضوان للشهيد السيد حسن نصرالله، والمجد والرفعة لكل شهداء لبنان، وشهداء فلسطين، وشهداء المواجهة الحقّة مع قوى العدوان والضلال".