عاجل:

الغارديان: اختراق استخباراتي عميق مكّن إسرائيل من قتل حسن نصر الله

  • ٣٤

إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل

 

كان نصر الله حريصاً جداً بشأن ترتيباته الأمنية ونادراً ما كان يظهر علناً لكن الاختراق الاستخباراتي لحزب الله كان عميقاً لدرجة أن إسرائيل كانت تعلم أن نصر الله وآخرين من قيادة الحزب سيجتمعون في المكان الذي يفترض أنه سري وأن الأمر بقصفهم قد يصدر.

 

كان مطلوباً من بنيامين نتنياهو أن يعطي الإذن بتنفيذ الهجوم من نيويورك ووفقاً لتقرير غير مؤكد في صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية فإن الجاسوس الذي أبلغ الإسرائيليين بأن نصر الله في طريقه إلى المخبأ كان إيرانياً وإذا صح هذا الخبر فسيكون ملفتاً للنظر لأن إيران هي الداعم الرئيسي لحزب الله.

تشير التقارير عن التخطيط وراء الهجوم إلى أن إسرائيل كانت تراقب الموقع لبعض الوقت. وقال قائد السرب الـ 69 من طائرات F15 التي نفذت الهجوم والمعروف إعلامياً باسم المقدم "M" إن الأطقم الجوية المشاركة في الهجوم كانت تستعد "لعدة أيام" رغم أنه لم يتم إخبارها بالهدف المقصود إلا قبل ساعات قليلة. تم تسليح طائرات F-15 لضرب وتدمير ما تحت الأرض مما يتطلب كمية كبيرة من المتفجرات وأظهر شريط فيديو نشره الجيش الإسرائيلي يوم السبت للطائرات "وهي تقلع لتوجيه الضربة من قاعدة حتزيريم الجوية" ثماني طائرات من طراز F-15 أمريكية الصنع إحداها تقلع وهي محملة بصواريخ متعددة تحت الأجنحة وفي مؤخرة الطائرة. وقال الخبراء إنها على ما يبدو قنابل أمريكية الصنع من طراز BLU-109 تزن 2000 رطل وهي من الفئة التي قررت إدارة بايدن حجبها عن إسرائيل في الصيف وسط مخاوف من استخدامها في غزة المكتظة بالسكان.

وقال جاستن برونك خبير الطيران في مركز أبحاث المعهد الملكي للخدمات المتحدة إن القوات الجوية الإسرائيلية ربما استخدمت على الأرجح صواريخ موجهة بذخائر هجوم مباشر مشتركة تزن 2000 رطل مزودة بصمامات اختراق مصممة للانفجار بعد ضرب مبنى أو الأرض. وقال ضباط في سلاح الجو الإسرائيلي إنه خلال الهجوم الذي أطلق عليه اسم "عملية النظام الجديد"، تم استخدام حوالي 100 قذيفة وأن القنابل كانت تسقط "كل ثانيتين". وقالت إسرائيل إنها قتلت أكثر من 20 عنصراً من حزب الله وأن الضربة كانت مبررة لأن "نصر الله تعمد بناء المقر المركزي لحزب الله تحت المباني السكنية في الضاحية".

 

وقدم العميد عميحاي ليفين قائد قاعدة "حتزيريم" الجوية التي تتمركز فيها الكتيبة 69 المزيد من التفاصيل عن التخطيط. التحدي الأول فيما وصفه ببرودة أعصاب بـ"عمليات التصفية" كان الاستخبارات الدقيقة؛ أما التحدي الثاني فكان ضمان عدم هروب الهدف "بينما الطائرات في طريقها أو الذخائر في طريقها إلى الهدف" على سبيل المثال من خلال عدم تلقي إنذار مبكر بأن الطائرات المقاتلة في الجو وفي طريقها إلى الهدف.

السؤال المحير هو لماذا شعر نصر الله بضرورة لقاء أعضاء آخرين من حزب الله شخصياً ؟ فمنذ ما يقرب من أسبوعين تصاعدت الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله مع انفجار أجهزة الاستدعاء وأجهزة اللاسلكي، ومع انعدام الثقة في جميع الوسائل الإلكترونية ربما كان الاجتماع وجهاً لوجه هو الوسيلة الوحيدة لمناقشة التصعيد الإسرائيلي للأزمة مع زملائه المقربين.

 

إن نجاح إسرائيل في قتل نصر الله وقادة آخرين لا يمكن أن يكون قد جاء إلا بعد اختراق استخباراتي لحزب الله يتناقض بشكل حاد مع سوء تقدير نوايا حماس قبل 7 أكتوبر. وقال المحلل العسكري ماثيو سافيل إن إسرائيل على الأرجح "قضت سنوات في بناء صورة استخباراتية شاملة" عن حزب الله والحفاظ عليها. وقال إن ذلك "يسلط الضوء بشكل صارخ على الفشل في تحديد ومنع عملية حماس العام الماضي مما يضفي مصداقية على نظرية تركيزهم على لبنان وإيران على حساب غزة".

المنشورات ذات الصلة